وَ ذِي قَرْنَيْ كَنْزِهَا[1] إِذْ فَتَحُوا وَ مُصَلِّي الْقِبْلَتَيْنِ إِذْ تَحَرَّفُوا وَ الْمَشْهُودِ لَهُ بِالْإِيمَانِ إِذْ كَفَرُوا وَ الْمُدَّعَى لِبَذِّ عَهْدِ الْمُشْرِكِينَ إِذْ نَكَلُوا[2] وَ الْخَلِيفَةِ عَلَى الْمِهَادِ لَيْلَةَ الْحِصَارِ[3] إِذْ جَزِعُوا وَ الْمُسْتَوْدَعِ الْأَسْرَارَ سَاعَةَ الْوَدَاعِ إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.
الْجَاحِظُ فِي كِتَابِ الْبَيَانِ وَ التَّبْيِينِ قَالَ: قَدْ جَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع صَلَاحَ حَالِ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا فِي كَلِمَتَيْنِ- صَلَاحُ شَأْنِ جَمِيعِ الْمَعَايِشِ وَ التَّعَاشُرِ مِلْءُ مِكْيَالٍ ثُلُثَاهُ فِطْنَةٌ وَ ثُلُثٌ تَغَافُلٌ.
حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُ مَا رَأَيْنَا الْعُلَمَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ أَصْغَرَ مِنْهُمْ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ع يَعْنِي الْبَاقِرَ وَ لَقَدْ رَأَيْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُيَيْنَةَ مَعَ جَلَالَتِهِ وَ سِنِّهِ عِنْدَهُ كَأَنَّهُ صَبِيٌّ بَيْنَ يَدَيْ مُعَلِّمٍ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ.
عِلَلِ الشَّرَائِعِ عَنِ الْقُمِّيِّ الْقَزْوِينِيِ سُئِلَ الْبَاقِرُ عَنْ عِلَّةِ حُسْنِ الْخَلْقِ وَ سُوئِهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ حَوْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى آدَمَ فَزَوَّجَهَا مِنْ أَحَدِ بَنِيهِ وَ تَزَوَّجَ الْآخَرُ إِلَى الْجَانِّ فَوَلَدَتَا جَمِيعاً فَمَا كَانَ لِلنَّاسِ جَمَالٌ وَ حُسْنُ الْخَلْقِ فَهُوَ مِنَ الْحَوْرَاءِ وَ مَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ سُوءِ خَلْقٍ فَمِنْ بِنْتِ الْجَانِّ وَ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ بَنُوهُ مِنْ بَنَاتِهِ رَوَاهُ ابْنُ بَابَوَيْهِ فِي الْمُقْنِعِ.
وَ سُئِلَ ع أَنَّهُ وَجَدَ فِي جَزِيرَةٍ بَيْضاً كَثِيراً فَقَالَ كُلْ مَا اخْتَلَفَ طَرَفَاهُ وَ لَا تَأْكُلْ مَا اسْتَوَى طَرَفَاهُ.
وَ سَأَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ لِمَ لَا تُوَرَّثُ الْمَرْأَةُ عَمَّنْ يَتَمَتَّعُ بِهَا قَالَ لِأَنَّهَا مُسْتَأْجَرَةٌ قَالَ وَ لِمَ جُعِلَ الْبَيِّنَةُ فِي النِّكَاحِ قَالَ مِنْ أَجْلِ الْمَوَارِيثِ.
وَ سَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ عَنْ آدَمَ حَيْثُ حَجَّ بِمَ حَلَقَ رَأْسَهُ وَ مَنْ حَلَقَهُ قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ بِيَاقُوتَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَمَرَّهَا عَلَى رَأْسِهِ فَتَنَاثَرَ شَعْرُهُ[4].
وَ سَأَلَهُ ع أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَزْوِينِيُّ عَنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ وَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَ غُسْلِ غَاسِلِهِ قَالَ
[1] إشارة الى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله له: لك كنز في الجنة و انت ذو قرنيها و في أكثر النسخ« ذو قربى» بالموحدة التحتانية و الظاهر هو المختار الموافق لنسخة البحار.
[2] أي في تبليغ سورة البراءة.
[3] أي محاصرة المشركين بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
[4] تناثر الشى: تساقط متفرقا.