طويل العنق أهدل أهدب[1] قد سد ما بين السماء و الأرض فقلت له من أنت قال أنا النقاد ذو الرقبة طاعون بعثت إلى زياد- فانتبهت فزعا فسمعنا الواعية عليه و أنشأت أقول
قد جشم[2] الناس أمرا ضاق ذرعهم
بحملهم حين أداهم إلى الرحبة
يدعو على ناصر الإسلام داءً
له على المشركين الطول و الغلبة
ما كان منتهيا عما أراد به
حتى تناوله النقاد ذو الرقبة
فأسقط الشق منه ضربة عجبا
كما تناول ظلما صاحب الرحبة.
و كان مجنون يتشيع و الصبيان يرمونه بالحجارة فصعد يوم جمعة المنبر فقال
نواصب قد لاموا علي سفاهة
بحب علي أم من لام زانية
فإن تركوا لومي تركت هجاهم
و إن شتموا عرضي شتمت معاوية
فصل فيما ظهر بعد وفاته ع
أَحَادِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ وَ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ لَتَبْكِي عَلَى الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً وَ إِنَّهَا لَتَبْكِى عَلَى الْعَالِمِ إِذَا مَاتَ أَرْبَعِينَ شَهْراً وَ إِنَّ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ لَيَبْكِيَانِ عَلَى الرَّسُولِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ إِنَّ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ لَيَبْكِيَانِ عَلَيْكَ يَا عَلِيُّ- إِذَا قُتِلْتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَقَدْ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْأَرْضِ بِالْكُوفَةِ فَأَمْطَرَتِ السَّمَاءُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ دَماً.
أَبُو حَمْزَةَ عَنِ الصَّادِقِ ع وَ قَدْ رَوَى أَيْضاً عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ لَمَّا قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُرْفَعْ مِنْ وَجْهِ الْأَرْضِ حَجَرٌ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ.
أَرْبَعِينِ الْخَطِيبِ وَ تَارِيخِ النَسَوِيِّ- أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الزُّهْرِيَّ مَا كَانَتْ عَلَامَةُ يَوْمَ قُتِلَ عَلِيٌّ قَالَ مَا رُفِعَ حَصَاةٌ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَّا كَانَ تَحْتَهَا دَمٌ عَبِيطٌ وَ لَمَّا ضُرِبَ ع فِي الْمَسْجِدِ سُمِعَ صَوْتٌ لِلَّهِ الْحُكْمُ لَا لَكَ يَا عَلِيُّ وَ لَا لِأَصْحَابِكَ فَلَمَّا تُوُفِّيَ سُمِعَ فِي دَارِهِ أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ الْآيَةَ ثُمَّ هَتَفَ هَاتِفٌ آخَرُ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ وَ مَاتَ أَبُوكُمْ.
[1] الاهدل: المسترخى الشفة. و الاهدب: الذي طال هدب عينيه و كثرت اشفارها.
[2] جشم الناس: كلفهم على مشقة.