و قد خطا في السماء مبتسما
ثم ملا حصنهم بقتلاها
حتى أدانوا و اثبتوا جزعا
أن إله السماء مولاها.
ابن حماد
حدث بلا حرج عن الليث الذي
تفنى لهيبه الليوث و تخشع
حدث و لا حرج عن البحر الذي
فيه عجائب كلها مستبدع
كم كربة قد فرجتها كفه
عن وجه أحمد و القوارع تقرع
بذكره عرج الأمين مناديا
في الأفق يجهر بالنداء و يصدع
لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى
إلا علي المستعد الأصلع
لو رام يذبل كاد يذبل رهبة
أو رام رضوى لانثنى يتضعضع[1]
ما قام قائم سيفه في كفه
إلا رأيت له الفوارس تركع
سيف مضاربه الغوارب[2] ما له
إلا يد العالي علي مطلع
أسد فرائسه الفوارس في الوغى
و كذا حماه هو الحمى المتشرع.
و من كثرة فضائله و فرط معجزاته ما غلوا فيه و لو لا مباينته لجميع الأمة بالبينونة التي لا تلحق و الفضيلة التي لا تدرك و الأعجوبة التي لا تنال ما كان مخصوصا من الغلو و الإفراط في القول شاعر
يا ويل نصابة الأنام لقد
تتابعوا في الضلال بل تاهوا
قاسوا عتيقا بحيدر سخنت
عيونهم بالذي به فاهوا
كم بين من شك في هدايته
و بين من قيل إنه الله
فصل في انقياد الحيوانات له
ابْنُ وَهْبَانَ وَ الْفَتَّاكُ مَضَيْنَا بِغَابَةٍ فَإِذَا بِأَسَدٍ بَارِكٌ فِي الطَّرِيقِ وَ أَشْبَالُهُ خَلْفَهُ فَلَوْيْتُ بِدَابَّتِي لِأَرْجِعَ فَقَالَ ع إِلَى أَيْنَ أَقْدِمْ يَا جُوَيْرِيَةَ بْنَ مُسْهِرٍ إِنَّمَا هُوَ كَلْبُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها الْآيَةَ فَإِذَا بِالْأَسَدِ قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَهُ فَتَبَصْبَصَ بِذَنَبِهِ
[1] لفظة يذبل الأولى: علم لجبل. و الثاني فعل مضارع من ذبل: هزل و دق.
و رضوى: جبل بالمدينة.
[2] الغوارب جمع الغارب: العنق.