ما بين مقتول و مأسور جرى
عمدا إلى من سم في مشروب
و مجدل ظام و منكوس على
أعواد جذع بالكناس صليب
و لقد وقفت بكربلاء فهيجت
تلك المواقف لوعتي و كروبي
و له أيضا
على من أبكي من بني بنت أحمد
على من سقى كأس المنية في السم
أم المفرد العطشان في طف كربلاء
تسقي المنايا بالمهندة الحذم[1]
و أصحابه صرعى على الترب ما لهم
من الخلق زوار سوى الطلس و العصم[2]
يا آل بيت محمد حزني لكم
قد قل عنه تصبري و تجلدي
ما للنوائب انشبت أنيابها
فيكم فبين مهضم و مشرد
من كل ناحية عليكم نائح
ينعاكم في مأتم متجدد
من ذا أنوح له و من أبكي ترى
تبعاتكم يا آل بيت محمد
أ على قتيل الملجمي و قد ثوى
متخضبا بدمائه في المسجد
أم للذي في السم أسقي عامدا
أم للغريب النازح المتفرد[3]
أم للعطاش مجدلين على الثرى
من بين كهل سيد و مسود
أم للرءوس السائرات على القنا
مثل البدور إذ أسرت في الأسعد
أم للسبايا من بنات محمد
تسبى مهتكه كسبي الأعبد
أ لذاك أبكي أم لمصلوب على
أعواده وسط الكناس مجرد
أبكي لمنبوش و مصلوب و محروق
مذرى في الرياح مبدد
فصل في الاختصاص
لقد عمي من قال إن قوله تعالى وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ أراد به نفسه لأن من المحال
[1] الحذم ككتف: القاطع.
[2] الطلس جمع اطلس: الذئب في لونه غبرة الى السواد.- و العصم جمع الاعصم و هو من الظباء ما في ذراعيه او في إحداهما بياض و سايرها سواد.
[3] النازح: البعيد.