التصديقية الأولى هي دلالة تصورية بإضافة حكم السامع بوجود الصورة في ذهن المتكلم.
ثم لو سمعت لفظ (جاء زيد) و علمت ان اللافظ انسان ملتفت جاد يريد اخبارك بذلك ففي هذه الحالة يحضر في ذهنك صورة جاء زيد و تحكم بأن هذه الصورة كانت في ذهن المتكلم و تحكم ايضا بأنه اراد ان تعتقد بهذه الصورة.
و هذه الدلالة نسميها بالمراد الجدي او المدلول الجدي او الدلالة التصديقية الثانية كما عبر بعضهم. و نستطيع تعريفها بأن يكون اللفظ صادرا في حالة يستوجب حضور صورته في ذهن السامع مع حكمه بأن هذه الصورة كانت في ذهن المتكلم و حكمه بأن المتكلم اراد ان يعتقد السامع بهذه الصورة.
فالدلالة التصديقية الثانية هي دلالة تصديقية أولى و زيادة.
هذه هي الاقسام الثلاثة التي ذكرها المشهور و يمكن ان يضاف اليها قسم رابع و هو ما لو سمعت لفظ (جاء زيد) و علمت ان اللافظ ملتفت جاد ثقة لا يكذب. ففي هذه الحالة تحضر الصورة في ذهنك و تحكم بأنها كانت في ذهن المتكلم و تحكم بأنه أراد ان يعتقد السامع بها. و تحكم ايضا بأن المتكلم يعتقد بهذه الصورة بمعنى انه يرى انها مطابقة للواقع. و قد اغفل المتأخرون ذكر هذا القسم و الأمر سهل.
بقي أمور.
الأول: قد اتضح لديك ان المصنف (ره) لم يذكر الدلالة التصديقية الأولى بل ذكر الدلالة التصورية و الدلالة التصديقية الثانية.
الثاني: نحن في اثناء التمثيل و تعريف الدلالات لم ننظر إلا إلى الجمل الخبرية، و أما الإنشائية فتحتاج إلى تغيير في بعض العبارات التي ذكرناها، يعرفها كل متأمل فنحن لا نطيل بذكرها و لكن نطلب من القارئ الالتفات إلى وجود الفرق فنحن نوكل التفرقة الى القارئ.