responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفيد في شرح أصول الفقه نویسنده : ابراهيم اسماعیل شهركاني    جلد : 1  صفحه : 99

المعنى المراد من المادة لا تكرار نفس المعنى المراد منها. فلو أريد من استعمال التثنية أو الجمع فردان أو فرد من طبيعتين أو طبائع متعددة لا يمكن ذلك أبدا إلا أن يراد من المادة (المسمى بهذا اللفظ) على نحو المجاز، نظير الأعلام الشخصية غير القابلة لعروض التعداد على مفاهيمها الجزئية إلا بتأويل المسمى. فإذا قيل: (محمدان) فمعناه فردان من المسمى بلفظ (محمد)، فاستعملت المادة و هي لفظ محمّد في مفهوم المسمى مجازا.

14- الحقيقة الشرعية (1)

لا شك في أنا- نحن المسلمين- نفهم من بعض الألفاظ المخصوصة كالصلاة


(1) المقصود منها هنا: هو ما إذا تحقق وضع الألفاظ (كالصلاة و الصوم و الزكاة و غيرها) في أركانها الخاصة في عهد رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و يقابلها الحقيقة المتشرعية، و هي ما إذا تحقق الوضع بعد عهده (صلى الله عليه و آله) كما إذا تحقق في زمانهم (عليهم السلام)، أو زمان الغيبة.

هل الحقيقة الشرعية ثابتة أم لا؟ قد يقال: إنها غير ثابتة بالوضع التعييني- و ذلك لأنّه لو كانت ثابتة بالوضع التعييني بأن وضع رسول الله (صلى الله عليه و آله) كلمة «صلاة» مثلا للأفعال المخصوصة، لنقل لنا التأريخ ذلك، فلمّا لم ينقل نعلم بأنها غير ثابتة.

الجواب: نقول: مع ذلك يمكن القول بثبوت الحقيقة الشرعية، و ذلك لأن للوضع طريقتين إحداهما متعارفة و هي: أن يقول الرسول (صلى الله عليه و آله) لأصحابه: وضعت كلمة «صلاة» لهذا المعنى الجديد، و هذا ما يسمى بالوضع التعييني. و هناك طريقة غير متعارفة، و هي أن يكون الوضع نفس الاستعمال بلا تصريح بالوضع، كما إذا ولد للإنسان طفل لم يقل سمّيته محمّدا بل يناديه «يا محمّد» بقصد الوضع، و هذه الطريقة غير متعارفة، فهذه ممكنة نظريا، فإذا كانت ممكنة فثبوت الحقيقة الشرعية بواسطتها سيكون ممكنا أيضا، بأن يقول الرسول (صلى الله عليه و آله) لأصحابه مثلا: «قوموا للصلاة»، و يقصد بذلك وضع «صلاة» للأركان المخصوصة.

تنبيه: الطريقة غير المتعارفة للوضع «و هي وضع اللفظ للمعنى بنفس الاستعمال» تحتاج إلى إقامة قرينة دالّة على الوضع بنفس الاستعمال، و هذه القرينة غير القرينة الصارفة التي نحتاجها في المجاز في قولنا:

«رأيت أسدا يرمي» فيرمي قرينة صارفة إلى المعنى المجازي للأسد و هو الرجل الشجاع.

إشكال على الطريقة غير المتعارفة للوضع: قد يقال: إن الطريقة هذه غير ممكنة، و ذلك لأنّها تستلزم وجود استعمال غير مجازي و غير حقيقي، و توضيح ذلك:

إذا قلت مباشرة لطفلي: «يا محمّد» قبل أن أضع اللفظ له، و قصدت الوضع بنفس الاستعمال، فهو ليس استعمالا حقيقيا لأنه قبل الوضع، فهو استعمال في غير ما وضع له، و أما إنه غير مجازي، لعدم تحقق العلاقة المطلوبة فيه بين المعنى الحقيقي السابق و المجازي.

الجواب على هذا الإشكال: إنه ليس من الضروري أن يكون الاستعمال إما حقيقيا و إما مجازيا، لعدم‌

نام کتاب : المفيد في شرح أصول الفقه نویسنده : ابراهيم اسماعیل شهركاني    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست