responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفيد في شرح أصول الفقه نویسنده : ابراهيم اسماعیل شهركاني    جلد : 1  صفحه : 76

لفظ كذا موضوع لمعنى كذا و لا كلام لأحد في ذلك، فإنه من الواضح: أن استعمال اللفظ في ذلك المعنى حقيقة و في غيره مجاز.

و قد يشك في وضع لفظ مخصوص لمعنى مخصوص، فلا يعلم إن استعماله فيه هل كان على سبيل الحقيقة فلا يحتاج إلى نصب قرينة عليه، أو على سبيل المجاز فيحتاج إلى نصب القرينة. و قد ذكر الأصوليون لتعيين الحقيقة من المجاز- أي لتعيين أنه موضوع لذلك المعنى أو غير موضوع- طرقا و علامات كثيرة نذكر هنا أهمها:

(الأولى- التبادر)

دلالة كل لفظ على أي معنى لا بد لها من سبب. و السبب لا يخلو فرضه عن أحد أمور ثلاثة: المناسبة الذاتية، و قد عرفت بطلانها، أو العلقة الوضعية (1) أو القرينة


الوضع اللغوي، و آخر شك في مراد المتكلم بعد العلم بالوضع اللغوي و مثاله: بأن أعلم أن لفظ الأسد موضوع للحيوان المفترس، و لكن أشك في مراد المتكلم منها هل مراده المعنى الحقيقي، أو المعنى المجازي (الرجل الشجاع)، و محل كلامنا هو الشّك الأوّل، و هو الشّك في أصل الوضع، و في مقام تشخيص الوضع اللغوي عند الشّك في أصله تذكر علامات.

علامات الحقيقة و المجاز التبادر:

(1) إن العلاقة الحاصلة بين الألفاظ و المعاني لا بدّ لها من سبب، و من هنا نشأت عدة احتمالات لتبرير العلاقة الموجودة بين الألفاظ و معانيها.

الاحتمال الأوّل: احتمال السببية الذاتية؛ بأن يكون اللفظ بذاته دالا على المعنى و سببا لإحضار صورته، و لا شك: في سقوط هذا الاحتمال؛ لما هو معروف بالخبرة و الملاحظة من عدم وجود أية دلالة للفظ لدى الإنسان قبل الاكتساب و التعلم، و إلا لزم أن يعرف الإنجليزي معاني ألفاظ اللغة العربية قبل التعلم، و هذا باطل كما هو واضح.

الاحتمال الثّاني: احتمال أن العلاقة بين الألفاظ و معانيها نشأت من العلقة الوضعية أعني من الوضع، و إن اختلف في حقيقة الوضع هل هو نوع اعتبار أم هو نوع تعهد أم عملية قرن؟ المهم هو أن العلاقة نشأت من الوضع، و على الاحتمال الثّاني نقول: إن انسباق الذهن إلى معنى من المعاني عند سماع لفظ مجرد عن القرينة يكون كاشفا عن المعنى الحقيقي، و هذا معنى قولهم: التبادر علامة على الحقيقة، إذا: التبادر هو عبارة عن انتقال الذهن إلى المعنى من دون ضم قرينة، فهذا التبادر علامة على أن اللفظ موضوع لذلك المعنى و مجاز في غيره، و لكن يرد إشكال و هو لزوم الدور، و بيان ذلك نقول: إن التبادر موقوف على العلم بالوضع و العلم موقوف على التبادر. و هذا ليس إلا دور صريح، و دفعه هو أن نقول: إن التبادر يتوقف على العلم الإجمالي الارتكازي، و العلم التفصيلي يتوقف على التبادر، و بيان معنى العلم الإجمالي الارتكازي المغفول عنه هو أنك عند ما تسمع جماعة يستعملون لفظ الأسد في‌

نام کتاب : المفيد في شرح أصول الفقه نویسنده : ابراهيم اسماعیل شهركاني    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست