responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفيد في شرح أصول الفقه نویسنده : ابراهيم اسماعیل شهركاني    جلد : 1  صفحه : 59

6- وقوع الوضع العام و الموضوع له الخاص و تحقيق المعنى الحرفي‌

أما وقوع القسم الثالث، فقد قلنا: إن مثاله وضع الحروف و ما يلحق بها من أسماء الإشارة و الضمائر و الموصولات و الاستفهام و نحوها (1).

و قبل إثبات ذلك لا بد من (تحقيق معنى الحرف و ما يمتاز به عن الاسم)، فنقول:

الأقوال في وضع الحروف و ما يلحق بها من الأسماء ثلاثة:

1- إن الموضوع له في الحروف هو بعينه الموضوع له في الأسماء المسانخة لها في المعنى، فمعنى (من) الابتدائية هو عين معنى كلمة الابتداء بلا فرق. و كذا معنى على معنى كلمة الاستعلاء، و معنى (في) معنى كلمة الظرفية ... و هكذا.

و إنما الفرق في جهة أخرى، و هي أن الحرف وضع لاجل أن يستعمل في معناه إذا لوحظ ذلك المعنى حالة و آلة لغيره (2)، أي: إذا لوحظ المعنى غير مستقل في نفسه،


(1) و أما وقوع القسم الثّالث فقد قلنا: بأن مثاله وضع الحروف، فإن الواضع حينما يريد وضع (من) الابتدائية لمعنى خاص لا بدّ أن يتصور معنى الابتداء كمفهوم عام. و بعبارة أوضح أقول: إن الواضع لما أراد أن يضع للنسب الجزئية باعتبار أنها غير محصورة، و لا يمكن تصور النسب بأجمعها احتاج الواضع إلى عنوان مشير إليه، و يحكي عنها إجمالا- و هو مفهوم النسب الابتدائية الذي هو ليس بنسبة- فيتصور الواضع مفهوم النسبة الابتدائية، و من خلاله يتصور إجمالا جزئيات النسب الخارجية، حينئذ: يقوم بعملية الوضع كوضع (من) الابتدائية لمعنى خاص في مثل: سرت من النجف، سرت من المدرسة، و غيرها من مصاديق هذا المعنى الكلي المتصور عند الواضع، و كذلك حينما يريد وضع (في) الظرفية لمعنى خاص لا بدّ أن يتصورها كمعنى كلي أي: يتصور معنى الظرفية كمفهوم عام، ثم يقوم بعملية الوضع كوضع (في) الظرفية لمعنى خاص في مثل: زيد في الدار، عمرو في المدرسة و غيرها من مصاديق هذا المعنى الكلي المتصور عند الواضع. و هكذا في بقية الحروف، و ما يلحق بحكم الحروف من حيث كونها آلة للغير، و متقومة بالطرفين و لا وجود لها إلا بالطرفين كأسماء الإشارة، و الضمائر، و الموصولات، و الاستفهام و نحوها، فإنها موضوعة للنسب، و هي دائما متقومة بالطرفين، فإن الضمير في مثل (هو) دائما يشار به للمفرد المذكر الغائب، ف (هو) متقوم بطرفين مشار و مشار إليه، و كذلك في أسماء الإشارة، و كذلك في أسماء الموصولات، ففي مثل: جاء الذي ضربته، فإن اسم الموصول هنا (الذي) موضوع ليشار به للمفرد المذكر المعهود، فإنه متقوم من المشير المشار له، كذلك في الاستفهام، فإنه موضوع للنسبة بين المستفهم و المستفهم منه، و لا وجود للاستفهام إلا بهذين الطرفين كما في بقية النسب. إذا: الوضع في الحروف و ما يلحق بها عام، و الموضوع له خاص.

وقوع الوضع العام و الموضوع له الخاص و تحقيق المعنى الحرفي: (2) ففي حرف (في) لا يمكن أن أتصور معنى الظرفية منها إلا بما هي في جملة و متقومة بالطرفين في (زيد في الدار) فهي معنى آلي.

نام کتاب : المفيد في شرح أصول الفقه نویسنده : ابراهيم اسماعیل شهركاني    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست