فأرة و قد توضأ من ذلك الإناء مرارا، أو اغتسل منه، أو غسل ثيابه؟
فقال: «إن كان رآها في الإناء فعليه أن يغسل ثيابه، و يغسل كلّ ما أصابه ذلك الماء، و يعيد الوضوء و الصلاة، و إن كان إنّما رآها بعد ما فرغ من ذلك و فعله فلا يمس من الماء شيئا، و ليس عليه شيء، لأنّه لا يعلم متى سقطت فيه، ثم قال: لعلّه أن يكون إنّما سقطت فيه تلك الساعة التي رآها» [1].
و روى الطوسي ... عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الماء كلّه طاهر حتى يعلم أنّه قذر ...» [2]. و إذا أردت التفصيل فعليك بمراجعة كتاب علم الأصول تاريخا و تطورا للشّيخ علي الفاضل القائني.
المدرسة الثانية أو بداية عصر التأليف:
«وصفنا هذه المرحلة بأنّها مرحلة بداية عصر التأليف؛ لأن أصحابنا قد بدءوا يصنّفون في هذا العلم، و إن كانت هذه المصنّفات ابتدائية غير متطورة، علاوة على إنها لم تكن تفي بالغرض المطلوب في هذا العلم. و كان المعلم في هذه المدرسة أو المؤسس لها هو ابن أبي عقيل، و ابن الجنيد، و أبو منصور الصرام، و ابن داود، و الشّيخ المفيد، و السيّد المرتضى» [3].
و كان نتيجة هذا الجهد العظيم و ثمراته حدوث المدرسة الآتية:
المدرسة الثالثة:
«و العصر الذي اختمرت فيه تلك البذور و أثمرت، و تحدّدت معالم الفكر الأصوليّ و انعكست على مجالات البحث الفقهيّ في نطاق واسع؛ هو عصر شيخ الطائفة الإماميّة الطوسيّ و من بعده الرجالات الكبار، كابن إدريس الحلّيّ، و سديد الدين محمود الحمصي. صاحب المنقذ من التقليد و المرشد إلى التوحيد و المصادر في أصول الفقه. و أبو القاسم المحقق الحلّيّ، و العلامة الحلّيّ، و الشهيد الأوّل و الثّاني، و الشّيخ حسين العاملي صاحب العقد الطهماسبي، و ابنه الشّيخ بهاء الدّين العاملي صاحب زبدة الأصول، و الحسن بن زين الدّين صاحب معالم الدين، و الآقا حسين