responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 3  صفحه : 972

(1) دوني؟ قال المغيرة: إنّ القوم قد واضعوهم هذا قبل أن تقدم، فأحبّوا الأمن على الخوف. و قد خرج نساء ثقيف حسّرا [1] يبكين على الطاغية، و العبيد، و الصبيان، و الرجال منكشفون، و الأبكار خرجن. فلمّا ضرب المغيرة ضربة بالمعول سقط مغشيّا عليه يرتكض، فصاح أهل الطائف صيحة واحدة: كلّا! زعمتم أنّ الرّبّة لا تمتنع، بلى و اللّه لتمتنعن! و أقام المغيرة مليّا و هو على حاله تلك، ثم استوى جالسا فقال: يا معشر ثقيف، كانت العرب تقول: ما من حىّ من أحياء العرب أعقل من ثقيف، و ما من حىّ من أحياء العرب أحمق منكم! ويحكم، و ما اللّات و العزّى، و ما الرّبّة؟ حجر مثل هذا الحجر، لا يدرى من عبده و من لم يعبده! ويحكم، أتسع اللّات أو تبصر أو تنفع أو تضرّ؟ ثم هدمها و هدم الناس معه، فجعل السادن يقول- و كانت سدنة اللّات من ثقيف بنو العجلان بن عتّاب بن مالك، و صاحبها منهم عتّاب بن مالك بن كعب ثم بنوه بعده- يقول: سترون إذا انتهى إلى أساسها، يغضب الأساس غضبا يخسف بهم. فلمّا سمع بذلك المغيرة ولى حفر الأساس حتى بلغ نصف قامة، و انتهى إلى الغبغب خزانتها، و انتزعوا حليتها و كسوتها و ما فيها من طيب و من ذهب أو فضّة. قال: تقول عجوز منهم:

أسلمها الرّضّاع [2]، و تركوا المصاع [3]! و أعطى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )ممّا وجد فيها أبا مليح، و قاربا، و ناسا، و جعل فى سبيل اللّه و فى السّلاح منها،

ثم إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )كتب لثقيف:


[1] حسرا: أى مكشوفات الوجوه. (شرح أبى ذر، ص 426).

[2] الرضاع: جمع راضع، و هو اللئيم. (النهاية، ج 2، ص 84).

[3] فى الأصل: «و ترك المضاع»، و ما أثبتناه عن ابن الأثير. و المصاع: المضاربة بالسيف، (النهاية، ج 2، ص 84).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 3  صفحه : 972
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست