نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 968
(1) الصّلح، و كتب ذلك الكتاب خالد بن سعيد. فلمّا كمل الصّلح كلّموا النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )يدع الرّبّة ثلاث سنين لا يهدمها، فأبى.
قالوا: سنتين! فأبى. قالوا: سنة! فأبى. قالوا: شهرا واحدا! فأبى أن يوقّت لهم وقتا. و إنما يريدون بترك الرّبّة لما يخافون من سفهائهم و النساء و الصبيان، و كرهوا أن يروّعوا قومهم بهدمها، فسألوا النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )أن يعفيهم من هدمها. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
نعم، أنا أبعث أبا سفيان بن حرب و المغيرة بن شعبة يهدمانها. و استعفوا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أن يكسروا أصنامهم بأيديهم. و قال: أنا آمر أصحابى أن يكسروها. و سألوا النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )أن يعفيهم من الصلاة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لا خير فى دين لا صلاة فيه.
فقالوا: يا محمّد، أمّا الصلاة فسنصلّى، و أمّا الصيام فسنصوم. و تعلّموا فرائض الإسلام و شرائعه، و أمرهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أن يصوموا ما بقي من الشهر، و كان بلال يأتيهم بفطرهم.
و يخيّل إليهم [أنّ] الشمس لم تغب فيقولون: ما هذا من رسول اللّه إلّا استبار لنا، ينظر كيف إسلامنا. فيقولون: يا بلال، ما غابت الشمس بعد. فيقول بلال: ما جئتكم حتى أفطر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
فكان الوفد يحفظون هذا عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )من تعجيل فطره.
و كان بلال يأتيهم بسحورهم، قال: فأسترهم من الفجر [1]، فلمّا أرادوا الخروج قالوا: يا رسول اللّه، أمّر علينا رجلا منّا يؤمّنا. فأمّر عليهم عثمان بن أبى العاص، و هو أصغرهم، لما رأى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )من حرصه على الإسلام. قال عثمان: و كان آخر عهد عهده
[1] رغبة فى تأخير سحورهم، انظر ابن إسحاق. (السيرة النبوية، ج 4، ص 185).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 968