responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 3  صفحه : 936

(1) الناس بالرّحيل! قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: بلى.

فأذّن عمر بالرحيل، فجعل المسلمون يتكلّمون، يمشى بعضهم إلى بعض، فقالوا:

ننصرف و لا نفتح الطّائف! لا نبرح حتى يفتح اللّه علينا، و اللّه إنّهم لأذلّ و أقلّ من لاقينا، قد لقينا جمع مكّة و جمع هوازن، ففرّق اللّه تلك الجموع! و إنما هؤلاء ثعلب فى جحر، لو حصرناهم لماتوا فى حصنهم هذا! و كثر القول بينهم و الاختلاف، فمشوا إلى أبى بكر فتكلّموا، فقال أبو بكر رضى اللّه عنه: اللّه و رسوله أعلم، و الأمر ينزل عليه من السماء. فكلّموا عمر فأبى و قال: قد رأينا الحديبية، و دخلني فى الحديبية من الشك ما لا يعلمه إلّا اللّه، و راجعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يومئذ بكلام ليت أنّى لم أفعل، و أنّ أهلى و مالي ذهبا! ثم كانت الخيرة لنا من اللّه فيما صنع، فلم يكن فتح كان خيرا للناس من صلح الحديبية- بلا سيف، دخل فيه من أهل الإسلام مثل من كان دخل- من يوم بعث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )إلى يوم كتب الكتاب. فاتّهموا الرأى، و الخيرة فيما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لن أراجعه فى شي‌ء من ذلك الأمر أبدا! و الأمر أمر اللّه، و هو يوحى إلى نبيّه ما يشاء! و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قد قال لأبى بكر: إنى رأيت أنّى أهديت لى قعبة [1] مملوءة زبدا، فنقرها ديك فأهراق ما فيها.

قال أبو بكر رضى اللّه عنه: ما أظن أن تدرك منهم يا رسول اللّه يومك هذا ما تريد.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: و أنا لا أرى ذلك.

قال: حدّثنى كثيّر بن زيد، عن الوليد بن رياح، عن أبى هريرة رضى اللّه عنه، قال: لمّا مضت خمس عشرة ليلة من حصارهم استشار

____________

[1] القعبة: القدح. (شرح أبى ذر، ص 409).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 3  صفحه : 936
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست