نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 921
(1) السّلمىّ يحدّث و كان قد حضر ذلك اليوم، قال: كنّا نتحدّث فيما بيننا أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )حرّك شفتيه باستغفار له، و لكنّه أراد أن يعلم قدر الدم عند اللّه.
قال: حدّثنى عبد الرحمن بن أبى الزّناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن الحسن البصرىّ، قال: لمّا مات محلّم بن جثّامة دفنه قومه فلفظته الأرض، ثم دفنوه فلفظته الأرض، ثم دفنوه فلفظته الأرض، فطرحوه بين صخرتين فأكلته السّباع.
قال: حدّثنى محمّد بن حرب، عن محمّد بن الوليد، عن لقمان ابن عامر، عن سويد بن جبلة، قال: لمّا حضر محلّم بن جثّامة الموت أتاه عوف بن مالك الأشجعىّ، فقال: يا محلّم، إن استطعت أن ترجع إلينا فتخبرنا بما رأيتم و لقيتم. قال: فأتاه بعد ذلك بعام أو ما شاء اللّه، فقال له:
كيف أنتم يا محلّم؟ قال: نحن بخير، وجدنا ربّا رحيما غفر لنا. قال عوف: أكلكم؟ قال: كلّنا غير الأحراض. قال: و ما الأحراض؟ قال:
الذين يشار إليهم بالأصابع [1]. و اللّه، ما من شيء استنفقه اللّه لى إلّا و قد وفّيت أجره، حتى إنّ قطّة لأهلى هلكت فلقد أعطيت أجرها. قال عوف:
فقلت: و اللّه إنّ تصديق رؤياي أن أنطلق إلى أهل محلّم فأسألهم عن هذه القطّة. فأتاهم فقال: عوف يستأذن! فأذنوا، فلمّا دخل قالوا [2]: و اللّه، ما كنت لنا بزوّار! قال: كيف أنتم؟ قالوا: نحن بخير، و هذه بنت أخيك أمست و ليس بها بأس، و هي هذه! لما بها، و لقد فارقنا أبوها الليلة.
قال: قلت: هل هلكت لكم قطّة؟ قالوا: نعم. [قال:] فهل حسستموها
[1] أى اشتهروا بالشر، و قيل: هم الذين أسرفوا فى الذنوب فأهلكوا أنفسهم، و قيل: أراد الذين فسدت مذاهبهم. (النهاية، ج 1، ص 218).