responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 3  صفحه : 897

(1) قد قدّم سليما من يوم خرج من مكّة فجعلهم مقدّمة الخيل، و استعمل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )خالد بن الوليد، فلم يزل على مقدّمته حتى ورد الجعرّانة.

قالوا: و انحدر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بأصحابه، و قد مضت مقدّمته و هو على تعبئة فى وادي حنين، فانحدر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )انحدارا- و هو واد حدور [1]- و ركب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بغلته البيضاء دلدل، و لبس درعين و المغفر و البيضة، و استقبل الصفوف، و طاف عليها بعضها خلف بعض ينحدرون فى الوادي، فحضّهم على القتال و بشّرهم بالفتح إن صدقوا و صبروا، فبينا هم على ذلك ينحدرون فى غلس [2] الصبح.

فكان أنس بن مالك يحدّث يقول: لما انتهينا إلى وادي حنين- و هو واد من أودية تهامة له مضايق و شعاب- فاستقبلنا من هوازن شي‌ء، لا و اللّه ما رأيت مثله فى ذلك الزمان قطّ من السواد و الكثرة! قد ساقوا نساءهم و أموالهم و أبناءهم و ذراريّهم ثم صفّوا صفوفا، فجعلوا النساء فوق الإبل وراء صفوف الرجال، ثم جاءوا بالإبل و البقر و الغنم فجعلوها وراء ذلك، لئلا يفرّوا بزعمهم. فلما رأينا ذلك السواد حسبناه رجالا كلّهم، فلمّا تحدّرنا فى الوادي، فبينا نحن فيه غلس الصبح، إن شعرنا إلّا بالكتائب قد خرجت علينا من مضيق الوادي و شعبه فحملوا حملة واحدة، فانكشف أوّل الخيل- خيل سليم- مولّية فولّوا، و تبعهم أهل مكّة و تبعهم الناس منهزمين، ما يلوون على شي‌ء.

قال أنس: فسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و التفت عن يمينه و يساره و الناس منهزمون، و هو يقول: يا أنصار اللّه و أنصار

____________

[1] فى الأصل: «و هو وادي حذور»، و لعل الصواب ما أثبتناه. و الحدور: المكان ينحدر منه. (لسان العرب، ج 5، ص 244).

[2] الغلس: ظلمة آخر الليل. (النهاية، ج 3، ص 166).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 3  صفحه : 897
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست