نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1121
(1) حتى توفّى أسامة. فلمّا بلغ العرب وفاة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و ارتدّ من ارتدّ عن الإسلام، قال أبو بكر رضى اللّه عنه لأسامة رحمة اللّه عليه:
انفذ فى وجهك الذي وجّهك فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و أخذ الناس بالخروج و عسكروا فى موضعهم الأوّل، و خرج بريدة باللّواء حتى انتهى إلى معسكرهم الأوّل، فشقّ على كبار المهاجرين الأوّلين، و دخل على أبى بكر عمر، و عثمان، و سعد بن أبى وقّاص، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و سعيد ابن زيد، فقالوا: يا خليفة رسول اللّه، إنّ العرب قد انتقضت عليك من كلّ جانب، و إنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئا، اجعلهم عدّة لأهل الرّدّة، ترمى بهم فى نحورهم! و أخرى، لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها و فيها الذّرارىّ و النساء، فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه [1]، و تعود الرّدّة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السّيف، ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا! فلمّا استوعب أبو بكر رضى اللّه عنه منهم كلامهم قال: هل منكم أحد يريد أن يقول شيئا؟
قالوا: لا، قد سمعت مقالتنا. فقال: و الذي نفسي بيده، لو ظننت أنّ السباع تأكلنى بالمدينة لأنفذت هذا البعث، و لا بدأت بأوّل منه،
و رسول اللّه ينزل عليه الوحى من السماء يقول: أنفذوا جيش أسامة!
و لكن خصلة، أكلّم أسامة فى عمر يخلّفه يقيم عندنا، فإنه لا غناء بنا عنه. و اللّه، ما أدرى يفعل أسامة أم لا، و اللّه إن رأى لا أكرهه! فعرف القوم أنّ أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة. و مشى أبو بكر رضى اللّه عنه إلى أسامة فى بيته، و كلّمه أن يترك عمر، ففعل
[1] الجران: باطن عنق البعير، أى حتى يقر قراره و يستقيم، كما أن البعير إذا برك و استراح مد عنقه على الأرض. (النهاية، ج 1، ص 158).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1121