نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1120
(1)
اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لا يتكلّم، فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يصبّها [1] على أسامة. قال: فأعرف أنه كان يدعو لى. قال أسامة: فرجعت إلى معسكري. فلما أصبح يوم الاثنين غدا من معسكره و أصبح رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )مفيقا، فجاءه أسامة فقال: اغد على بركة اللّه!
فودّعه أسامة، و رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )مفيق مريح [2]، و جعل نساءه يتماشطن سرورا براحته. فدخل أبو بكر رضى اللّه عنه، فقال: يا رسول اللّه، أصبحت مفيقا بحمد اللّه، و اليوم يوم ابنة خارجة فائذن لى! فإذن له فذهب إلى السّنح [3]، و ركب أسامة إلى معسكره، و صاح فى الناس أصحابه باللّحوق بالعسكر، فانتهى إلى معسكره و نزل، و أمر الناس بالرّحيل و قد متع [4] النهار. فبينا أسامة يريد أن يركب من الجرف أتاه رسول أمّ أيمن- و هي أمّه- تخبره أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يموت، فأقبل أسامة إلى المدينة معه عمر و أبو عبيدة بن الجراح، فانتهوا إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يموت، فتوفّى رسول اللّه حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأوّل. و دخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف المدينة، و دخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فغرزه عنده، فلما بويع لأبى بكر رضى اللّه عنه أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة و ألّا يحلّه أبدا حتى يغزوهم أسامة. قال بريدة:
فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة، ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة، ثم رجعت به إلى بيت أسامة، فما زال فى بيت أسامة
[1] فى الأصل: «يصيبها». و يصبها: أى يميلها. (لسان العرب، ج 2، ص 5).
[2] يقال: أراح الرجل إذا رجعت نفسه إليه بعد الإعياء. (النهاية، ج 2، ص 109).
[3] السنح: موضع بعوالي المدينة. (وفاء الوفا، ج 2، ص 325).
[4] متع النهار إذا طال و امتد و تعالى. (النهاية، ج 4، ص 76).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1120