نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1114
(1)
قال: حدّثنى ابن أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة رضى اللّه عنها أنّ النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )ذكر صفيّة بنت حيىّ، فقيل له: قد حاضت! قال: أ حابستنا هي؟ فقيل: يا رسول اللّه، إنها قد أفاضت.
قال: فلا إذا!
فلمّا جاءت عائشة رضى اللّه عنها من التّنعيم و قضت عمرتها، أمر بالرّحيل، و مرّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )بالبيت فطاف فيه قبل الصّبح، ثم انصرف راجعا إلى المدينة.
قالوا: و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إنما هي ثلاث يقيم بها المهاجر بعد الصّدر. و كان سائل سأله أن يقيم بمكّة، فلم يرخّص له أن يقيم إلّا ثلاثة أيّام، قال: إنها ليست بدار مكث و لا إقامة!
قال: فحدّثنى خالد بن إلياس، عن سعيد بن أبى سعيد، عن عبيد ابن جريج، أنّ النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )لمّا ودّع البيت فكان فى الشّوط [1] السابع خلف البيت يمنى الباب. و كان عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: تعوّذ بين الرّكن الأسود و الباب، و ألصق بطنه و جبهته بالبيت.
قالوا: و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )إذا قفل من حجّ أو عمرة أو غزوة، فوافى على ثنيّة أو فدفد [2]، كبّر ثلاثا ثم قال: لا إله إلّا اللّه وحده، لا شريك له، له الملك، و له الحمد، يحيى و يميت و هو حىّ لا يموت، بيده الخير، و هو على كلّ شيء قدير: آئبون، تائبون، ساجدون، عابدون، لربّنا حامدون! صدق اللّه وعده، و نصر عبده، و هزم الأحزاب وحده! اللّهمّ، إنّا نعود بك من وعثاء السّفر، و كآبة المنقلب،
____________
[1] الشوط: الجري مرة إلى غاية، و المعنى هنا الطواف بالبيت. (القاموس المحيط، ج 2، ص 269).
[2] الفدفد: الموضع الذي فيه غلظ و ارتفاع. (النهاية، ج 3، ص 188).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1114