نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1086
(1)
قالوا: احتفر قوم باليمن بئرا، فأصبحوا و قد سقط فيها أسد، فأصبح الناس ينظرون إليه، فسقط إنسان فى البئر، فتعلّق بآخر فتعلّق الآخر بآخر حتى كانوا فى البئر أربعة، فحرب [1] الأسد بهم فقتلهم، فأهوى له رجل برمحه فقتله. فقال الناس: الأوّل عليه ديتهم فهو قتلهم.
فأرادوا يقبلون، فمرّ بهم علىّ (عليه السلام) فقال: أنا أقضى بينكم بقضاء، فمن رضى فهو إلى قضائه، و من تجاوز إلى غيره فلا حقّ له حتى يكون النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )يقضى فيكم، اجمعوا من حضر البئر من الناس! فجمعوا كلّ من حضر البئر، ثم قال: ربع دية، و ثلث دية، و نصف دية، و دية تامّة، فالأسفل ربع دية، من أجل أنّه هلك من فوقه ثلاثة، و للثاني ثلث الدية، لأنّه هلك اثنان، و للثالث نصف الدية، من أنّه هلك فوقه واحد، و للأعلى الدية كاملة. فإن رضيتم فهو بينكم قضاء، و إن لم ترضوا فلا حقّ لكم حتى يأتى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فيقضى بينكم. فأتوا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى حجّته و هم عشرة نفر، فجلسوا بين يديه و قصّوا عليه خبرهم، فقال: أنا أقضى بينكم إن شاء اللّه! فقام أحد النفر فقال:
يا رسول اللّه، إنّ عليّا قد قضى بيننا. فقال: فيم قضى بينكم؟ فأخبروه بما قضى به، فقال: هو ما قضى به. فقام القوم فقالوا: هذا قضاء من رسول اللّه. فلزم المقضىّ عليهم و سألهم عن الأسد، أ هي فى بلادهم.
فقالوا: يا رسول اللّه، إنّها لكثيرة تغير على ماشيتنا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أ لا أخبركم عن الأسد؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه! قال: فإنّه غدا على ابن لحوّاء فأكله، فأقبلت عليه حوّاء فقالت:
ويلك، أكلت ابني! قال: و ما يمنعني أن آكل رزقا ساقه اللّه إلىّ. فأقبل