نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1058
(1)
و سلّم و قال: أخّر عنّى يا عمر! فلمّا أكثر عليه عمر قال: إنى قد خيّرت فاخترت، و لو أعلم أنّى إذا زدت على السبعين غفر له زدت عليها، و هو قوله عزّ و جلّ:اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [1]. فيقال إنّه قال: سأزيد على السبعين.
فصلّى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )ثم انصرف، فلم يكن إلّا يسيرا حتى نزلت هذه الآيات من «براءة»: وَ لا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ[2]. و يقال إنّه لم تزل قدماه بعد دفنه حتى نزلت عليه هذه الآية، فعرف رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى هذه الآية المنافقين، فكان من مات لم يصلّ عليه.
و كان مجمّع بن جارية يحدّث يقول: ما رأيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أطال على جنازة قطّ ما أطال عليها من الوقت، ثم خرجوا حتى انتهوا إلى قبره، و قد حمل على سرير يحمل عليه موتاهم عند آل نبيط و كان أنس بن مالك يحدّث يقول: رأيت ابن أبىّ على السرير و إنّ رجليه لخارجتان من السرير من طوله.
و كانت أمّ عمارة تحدّث قالت: شهدنا مأتم ابن أبىّ، فلم تتخلّف امرأة من الأوس و الخروج إلّا أتت ابنته جميلة بنت عبد اللّه بن أبىّ، و هي تقول: وا جبلاه!- ما ينهاها أحد و لا يعيّب عليها- وا جبلاه! واركناه! قالوا: و لقد انتهى به إلى قبره.
فكان عمرو بن أميّة الضّمرىّ يحدّث يقول: لقد جهدنا أن ندنو من سريره فما نقدر عليه، قد غلب عليه هؤلاء المنافقون و كانوا قد