نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1049
(1) فيلحظهم المسلمون بأبصارهم، فشقّ ذلك عليهم و أرادوا مسجدا يكونون فيه لا يغشاهم فيه إلّا من يريدون ممّن هو على مثل رأيهم. فكان أبو عامر يقول: لا أقدر أن أدخل مربدكم [1] هذا! و ذاك أنّ أصحاب محمّد يلحظوننى و ينالون منى ما أكره. [قالوا:] نحن نبنى مسجدا تتحدّث فيه عندنا.
قالوا: قال كعب بن مالك: لمّا بلغني أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )توجّه قافلا من تبوك حضرني [بثّى] [2] فجعلت أتذكّر الكذب و أقول:
بما ذا أخرج من سخط رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )غدا؟ و أستعين على ذلك كلّ ذى رأى من أهلى، حتى ربّما ذكرته للخادم رجاء أن يأتينى شيء أستريح إليه، فلمّا قيل إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قد أظلّ قادما، زاح عنى الباطل، و عرفت أنّى لا أنجو منه إلّا بالصّدق، فأجمعت أن أصدقه. و صبّح رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )المدينة، و كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جالس للناس، فلمّا فعل ذلك جاءه المخلّفون فجعلوا يعتذرون إليه و يحلفون له، و كانوا بضعة و ثمانين رجلا، فقبل منهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )علانيتهم و أيمانهم، و يكل سرائرهم إلى اللّه تعالى.
و يقال من غير حديث كعب: إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لمّا نزل بذي أوان خرج عامّة المنافقين الذين كانوا تخلّفوا عنه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لا تكلّموا أحدا منهم تخلّف عنّا و لا تجالسوه حتى آذن لكم.
فلم يكلّموهم، فلمّا قدم المدينة جاءه المعذّرون يحلفون له، و أعرض عنهم، و أعرض المؤمنون عنهم حتى إنّ الرجل ليعرض عن أبيه و أخيه و عمّه. فجعلوا يأتون النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )و يعتذرون إليه بالحمّى
[1] المريد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل و الغنم. (النهاية، ج 2، ص 58).
[2] الزيادة من ابن إسحاق. (السيرة النبوية، ج 4، ص 177).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1049