نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 860
(1) أجد دينا خيرا من دينكم. فأقام على شركه، و كانت له قينتان، إحداهما فرتنا، و الأخرى أرنب، و كانتا فاسقتين، و كان يقول الشعر يهجو رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و يأمرهما تغنّيان به، و يدخل عليه و على قينتيه المشركون فيشربون الخمر، و تغنّى القينتان بذلك الهجاء.
و كانت سارة مولاة عمرو ابن هاشم مغنّية نوّاحة بمكّة، فيلقى عليها هجاء رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فتغنّى به، و كانت قد قدمت على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )تطلب أن يصلها و شكت الحاجة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: ما كان لك فى غنائك و نياحك ما يغنيك!
فقالت: يا محمّد، إنّ قريشا منذ قتل من قتل منهم ببدر تركوا سماع الغناء. فوصلها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و أوقر لها بعيرا طعاما، فرجعت إلى قريش و هي على دينها، فأمر بها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يوم الفتح أن تقتل فقتلت يومئذ. و أمّا القينتان، فأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بقتلهما، فقتلت إحداهما، أرنب أو فرتنا، و أمّا فرتنا فاستؤمن لها حتى آمنت، و عاشت حتى كسر ضلع من أضلاعها زمن عثمان بن عفّان رضى اللّه عنه فماتت منه، فقضى فيها عثمان ثمانية آلاف درهم، ستّة آلاف ديتها، و ألفين تغليظا للجرم.
قالوا: و أمّا مقيس بن صبابة فإنه كان مع أخواله بنى سهم- كانت أمّه سهميّة- فاصطبح الخمر يوم الفتح فى ندامى له، فأتى نميلة بن عبد اللّه اللّيثىّ، و علم بمكانه، فدعاه فخرج إليه و هو ثمل، يتمثّل بهذه الأبيات، أنشدنيها ابن جعفر و غيره:
دعينى أصطبح يا بكر إنّى * * * رأيت الموت نقّب عن هشام [1]
و نقّب عن أبيك أبى يزيد * * * أخى القينات و الشّرب الكرام