نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 844
(1) إذ أقبل خراش بن أميّة مشتملا على السيف، فقال: هكذا عن [1] الرجل! فو اللّه ما ظنّ الناس إلّا أنه يفرّج عنه الناس لينصرفوا عنه، فانفرجوا [2] عنه، فلمّا انفرج الناس عنه حمل عليه خراش بن أميّة بالسيف فطعنه به فى بطنه، و ابن الأدلع مستند إلى جدار من جدر مكّة، فجعلت حشوته تسايل من بطنه، و إنّ عينيه لتبرقان فى رأسه و هو يقول: قد فعلتموها يا معشر خزاعة! فوقع الرجل فمات،
فسمع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بقتله، فقام خطيبا- و هذه الخطبة الغد من يوم الفتح بعد الظهر- فقال: أيّها الناس، إنّ اللّه قد حرّم مكّة يوم خلق السموات و الأرض، و يوم خلق الشمس و القمر، و وضع هذين الجبلين، فهي حرام إلى يوم القيامة. لا يحلّ لمؤمن باللّه و اليوم الآخر أن يسفك فيها دما، و لا يعضد فيها شجرا، لم تحلّ لأحد كان قبلي، و لا تحلّ لأحد بعدي، و لم تحلّ لى إلّا ساعة من نهار، ثم رجعت كحرمتها بالأمس، فليبلّغ شاهدكم غائبكم.
فإن قال قائل: قد قاتل فيها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فقولوا: إنّ اللّه قد أحلّها لرسوله و لم يحلّها لكم! يا معشر خزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد و اللّه كثر [القتل] [3] إن نفع، و قد قتلتم هذا القتيل، و اللّه لأدينّه! فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بالخيار، إن شاءوا فدم قتيلهم، و إن شاءوا فعقله.
[1] هكذا: اسم سمى به الفعل و معناه تنحوا عن الرجل، و عن متعلقة بما فى «هكذا» من معنى الفعل.