نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 821
(1) بعد، لو رأيت الكتيبة التي فيها محمّد ( صلّى اللّه عليه و سلم )رأيت الحديد و الخيل و الرجال، و ما ليس لأحد به طاقة، قال: أظن و اللّه يا أبا الفضل، و من له بهؤلاء طاقة؟ فلما طلعت كتيبة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )الخضراء طلع سواد و غبرة من سنابك الخيل، و جعل الناس يمرّون، كلّ ذلك يقول:
ما مرّ محمّد! فيقول العبّاس: لا حتى مرّ يسير على ناقته القصواء بين أبى بكر و أسيد بن حضير و هو يحدّثهما، فقال العبّاس: هذا رسول اللّه فى كتيبته الخضراء فيها المهاجرون و الأنصار، فيها الرايات و الألوية، مع كلّ بطن من الأنصار راية و لواء، فى الحديد لا يرى منهم إلّا الحدق، و لعمر بن الخطّاب رضى اللّه عنه فيها زجل- و عليه الحديد- بصوت عال و هو يزعجها، فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل، من هذا المتكلّم؟ قال: عمر ابن الخطّاب. قال: لقد أمر أمر بنى عدىّ بعد- و اللّه- قلّة و ذلّة! فقال العبّاس: يا أبا سفيان، إنّ اللّه يرفع من يشاء [1] بما يشاء، و إنّ عمر ممّن رفعه الإسلام. و يقال: كان فى الكتيبة ألف دارع.
و أعطى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )رايته سعد بن عبادة و هو أمام الكتيبة، فلمّا مرّ سعد براية النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )نادى: يا أبا سفيان! اليوم يوم الملحمة! اليوم تستحل الحرمة! اليوم أذلّ اللّه قريشا! فأقبل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه: يا رسول اللّه، أمرت بقتل قومك؟ زعم سعد و من معه حين مرّ بنا قال «يا أبا سفيان، اليوم يوم الملحمة! اليوم تستحلّ الحرمة! اليوم أذلّ اللّه قريشا!» و إنى أنشدك اللّه فى قومك، فأنت أبرّ الناس، و أرحم الناس، و أوصل الناس. قال عبد الرحمن بن