نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 818
(1)
أحبّ إلىّ من إسلام رجل من آل الخطّاب لو أسلم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: اذهب به، فقد أجرته لك فليبت عندك حتى تغدو به علينا إذا أصبحت. فلمّا أصبحت غدوت به، فلما رآه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قال: ويحك، يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلّا اللّه؟
قال: بأبى أنت، ما أحلمك و أكرمك و أعظم عفوك! قد كان يقع فى نفسي أنه لو كان مع اللّه إله لقد أغنى عنى شيئا بعد. قال: يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنّى رسول اللّه؟ قال: بأبى أنت و أمّى، ما أحلمك و أكرمك و أعظم عفوك! أمّا هذه، فو اللّه إنّ فى النفس منها لشيئا بعد.
فقال العبّاس: فقلت: ويحك، أشهد أن لا إله إلّا اللّه! و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله قبل- و اللّه- أن تقتل! فقال: فشهد شهادة الحقّ، فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله. فقال العبّاس:
يا رسول اللّه، إنك عرفت أبا سفيان و حبّه الشّرف و الفخر، اجعل له شيئا! قال: نعم، من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، و من أغلق داره فهو آمن.
ثم قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )للعبّاس بعد ما خرج: احبسه بمضيق الوادي إلى خطم [1] الجبل حتى تمرّ به جنود اللّه فيراها.
قال العباس:
فعدلت به فى مضيق الوادي إلى خطم الجبل، فلما حبست أبا سفيان قال:
غدرا بنى هاشم؟ فقال العباس: إنّ أهل النبوّة لا يغدرون، و لكن لى إليك حاجة. فقال أبو سفيان: فهلّا بدأت بها أوّلا! فقلت: إنّ لى إليك حاجة فكان أفرخ لروعى. قال العبّاس: لم أكن أراك تذهب هذا المذهب.
و عبّا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أصحابه، و مرّت القبائل على قادتها و الكتائب على راياتها، فكان أوّل من قدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم
[1] خطم الجبل: أنفه. (شرح على المواهب اللدنية، ج 2، ص 363).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 818