نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 782
(1) تجدّدا أبدا أبدا، الدّهر سرمدا». فقرأه عليه أبىّ بن كعب فقال:
ما أعرفنى بحلفكم و أنتم على ما أسلمتم عليه من الحلف! فكلّ حلف كان فى الجاهلية فلا يزيده الإسلام إلّا شدّة، و لا حلف فى الإسلام. و جاءته أسلم و هو بغدير الأشطاط [1]،
جاء بهم بريدة بن الحصيب فقال:
يا رسول اللّه، هذه أسلم و هذه محالّها، و قد هاجر إليك من هاجر منها و بقي قوم منهم فى مواشيهم و معاشهم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
أنتم مهاجرون حيث كنتم. و دعا العلاء بن الحضرمىّ فأمره أن يكتب لهم كتابا، فكتب: «هذا كتاب من محمد رسول اللّه لأسلم، لمن آمن منهم باللّه، و شهد أنه لا إله إلّا اللّه و أن محمّدا عبده و رسوله، فإنه آمن بأمان اللّه، و له ذمّة اللّه و ذمّة رسوله. و إنّ أمرنا و أمركم واحد على من دهمنا من الناس بظلم، اليد واحدة و النصر واحد، و لأهل باديتهم مثل ما لأهل قرارهم، و هم مهاجرون حيث كانوا». و كتب العلاء بن الحضرمىّ. فقال أبو بكر الصدّيق رضى اللّه عنه: يا رسول اللّه، نعم الرجل بريدة بن الحصيب لقومه، عظيم البركة عليهم، مررنا به ليلة، مررنا و نحن مهاجرون إلى المدينة، فأسلم معه من قومه من أسلم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: نعم الرجل بريدة لقومه و غير قومه يا أبا بكر، إنّ خير القوم من كان مدافعا عن قومه ما لم يأثم، فإنّ الإثم لا خير [فيه].
حدّثنى عبد اللّه بن عمرو بن زهير، عن محجن بن وهب [2]، قال:
كان آخر ما كان بين خزاعة و بين كنانة أنّ أنس بن زنيم الدّيلىّ هجا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فسمعه غلام من خزاعة فوقع به فشجّه، فخرج
[1] غدير الأشطاط: على ثلاثة أميال من عسفان مما يلي مكة. (وفاء الوفا، ج 2، ص 352).