نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 765
(1) منهزما،
فلمّا سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين تقتلوهم بالجرف، فجعل الناس يحثون فى وجوههم التّراب و يقولون: يا فرّار، أ فررتم فى سبيل اللّه؟ فيقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: ليسوا بفرّار، و لكنهم كرّار إن شاء اللّه!
حدثني خالد بن إلياس، عن أبى بكر بن عبد اللّه بن عتبة، يقول: ما لقى جيش بعثوا معنا ما لقى أصحاب مؤتة من أهل المدينة، لقيهم أهل المدينة بالشرّ حتى إنّ الرجل لينصرف إلى بيته و أهله، فيدقّ عليهم الباب فيأبون أن يفتحوا له، يقولون: ألا تقدّمت مع أصحابك؟ فأما من كان كبيرا من أصحاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فجلس فى بيته استحياء حتى جعل النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )يرسل إليهم رجلا رجلا، يقول: أنتم الكرّار فى سبيل اللّه!
حدّثنى مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: كان فى ذلك البعث سلمة بن هشام بن المغيرة، فدخلت امرأته على أمّ سلمة زوج النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت أمّ سلمة: ما لي لا أرى سلمة بن هشام؟
آشتكى شيئا؟ قالت امرأته: لا و اللّه، و لكنه لا يستطيع الخروج، إذا خرج صاحوا به و بأصحابه «يا فرّار، أ فررتم فى سبيل اللّه؟». حتى قعد فى البيت.
فذكرت ذلك أمّ سلمة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: بل، هم الكرّار فى سبيل اللّه، فليخرج! فخرج.
حدثني خالد بن إلياس، عن الأعرج، عن أبى هريرة، قال: كنّا نخرج و نسمع ما نكره من الناس، لقد كان بيني و بين ابن عمّ لى كلام، فقال: إلّا فرارك يوم مؤتة! فما دريت أى شيء أقول له.
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 765