نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 760
(1) ينتهوا إلى مقتل الحارث بن عمير، فلمّا فصل المسلمون من المدينة سمع العدوّ بمسيرهم فجمعوا الجموع. و قام فيهم رجل من الأزد يقال له شرحبيل بالناس، و قدم الطّلائع أمامه، و قد نزل المسلمون وادي القرى و أقاموا أيّاما، و بعث أخاه سدوس و قتل سدوس و خاف شرحبيل بن عمرو فتحصّن، و بعث أخا له يقال له وبر بن عمرو. فسار المسلمون حتى نزلوا أرض معان من أرض الشام، فبلغ الناس أنّ هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء فى بهراء و وائل و بكر و لخم و جذام فى مائة ألف، عليهم رجل من بلىّ يقال له مالك. فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا ليلتين لينظروا فى أمرهم و قالوا: نكتب إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فنخبره الخبر، فإما يردّنا و إما يزيدنا رجالا. فبينا الناس على ذلك من أمرهم جاءهم ابن رواحة فشجّعهم ثم قال: و اللّه ما كنّا نقاتل الناس بكثرة عدد، و لا بكثرة سلاح، و لا بكثرة خيول، إلّا بهذا الدّين الذي أكرمنا اللّه به. انطلقوا! [1] و اللّه لقد رأيتنا يوم بدر ما معنا إلّا فرسان، و يوم أحد فرس واحد، و إنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور عليهم فذلك ما وعدنا اللّه و وعدنا نبيّنا، و ليس لوعده خلف، و إما الشهادة فنلحق بالإخوان نرافقهم فى الجنان! فشجع الناس على مثل قول ابن رواحة.
فحدّثنى ربيعة بن عثمان، عن المقبرىّ، عن أبى هريرة، قال:
شهدت مؤتة، فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به من العدد و السّلاح و الكراع و الدّيباج و الحرير و الذّهب، فبرق بصرى، فقال لى ثابت ابن أقرم: يا أبا هريرة، ما لك؟ كأنك ترى جموعا كثيرة. قلت: