نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 759
(1) أبو عبد اللّه: و كان زيد بن أرقم يقول: كنت فى حجر عبد اللّه بن رواحة فلم أر والى يتيم كان خيرا منه، خرجت معه فى وجهه إلى مؤتة، و صبّ بى و صببت به [1] فكان يردفني خلف رحله، فقال ذات ليلة و هو على راحلته بين شعبتى [2] الرّحل، و هو يتمثّل أبيات شعر
إذا بلّغتنى و حملت رحلي * * * مسافة أربع بعد الحساء [3]
فزادك أنعم و خلاك ذمّ [4] * * * و لا أرجع [5] إلى أهلى ورائي
و آب المسلمون و غادروني [6] * * * بأرض الشام مشتهى الثّواء [7]
هنالك لا أبالى طلع نخل * * * و لا نخل أسافلها رواء [8]
فلمّا سمعت هذه الأبيات بكيت، فخفقنى بيده [9] و قال: ما يضرّك يا لكع أن يرزقني اللّه الشهادة فأستريح من الدنيا و نصبها و همومها و أحزانها و أحداثها. و يرجع بين شعبتى الرّحل، ثم نزل نزلة من الليل فصلّى ركعتين و عاقبهما دعاء طويلا ثم قال لى: يا غلام! فقلت: لبّيك! قال: هي إن شاء اللّه الشهادة.
و مضى المسلمون من المدينة، فسمع العدوّ بمسيرهم عليهم قبل أن
[1] فى الأصل: «و صيب و صببت به»، و ما أثبتناه عن ح.