نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 747
(1) و كان أخى الوليد بن الوليد قد دخل مع النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى عمرة القضيّة، فطلبني فلم يجدني فكتب إلىّ كتابا فإذا فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، أما بعد: فإنى لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، و عقلك عقلك! و مثل الإسلام جهله أحد؟ و قد سألنى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )عنك فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتى اللّه به. فقال: ما مثله جهل الإسلام!
و لو كان جعل نكايته و جدّه مع المسلمين على المشركين، لكان خيرا له، و لقدّمناه على غيره. فاستدرك يا أخى ما فاتك، فقد فاتتك مواطن صالحة.
قال: فلمّا جاءني كتابه نشطت للخروج، و زادني رغبة فى الإسلام و سرّنى مقالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. قال خالد: و أرى فى النوم كأنى فى بلاد ضيّقة جديبة، فخرجت إلى بلد أخضر واسع، فقلت إنّ هذه لرؤيا. فلمّا قدمت المدينة قلت: لأذكرنّها لأبى بكر. قال: فذكرتها فقال: هو مخرجك الذي هداك اللّه للإسلام، و الضّيق الذي كنت فيه من الشّرك. فلمّا أجمعت الخروج إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قلت:
من أصاحب إلى رسول اللّه؟ فلقيت صفوان بن أمية فقلت: يا أبا وهب، أما ترى ما نحن فيه؟ إنما نحن أكلة رأس [1]، و قد ظهر محمّد على العرب و العجم، فلو قدمنا على محمّد فاتّبعناه فإنّ شرف محمّد لنا شرف.
فأبى أشدّ الإباء و قال: لو لم يبق غيرى من قريش ما اتّبعته أبدا. فافترقنا و قلت: هذا رجل موتور يطلب وترا، قد قتل أبوه و أخوه ببدر. فلقيت عكرمة بن أبى جهل فقلت له مثل الذي قلت لصفوان، فقال لى مثل ما
[1] فى ابن كثير عن الواقدي: «إنما نحن كأضراس». (البداية و النهاية، ج 4، ص 239). و قولهم هم أكلة رأس، أى هم قليل يشبعهم رأس واحد، و هو جمع آكل. (الصحاح، ص 1624).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 747