نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 680
(1)
و كنّا إذا ما دعونا به * * * سقينا سراة العدوّ السّماما
و هو كان صاحب حربهم و لكنّ اللّه شغله بالمرض.
قالوا: و استعمل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )على الغنائم يوم خيبر فروة بن عمرو البياضىّ، و كان قد جمع ما غنم المسلمون فى حصون النّطاة و حصون الشّق و حصون الكتيبة، لم يترك على أحد من أهل الكتيبة إلّا ثوبا على ظهره من الرجال و النساء و الصبيان، و جمعوا أثاثا كثيرا و بزّا و قطائف و سلاحا كثيرا، و غنما و بقرا، و طعاما و أدما كثيرا. فأمّا الطعام و الأدم و العلف فلم يخمّس، يأخذ منه الناس حاجتهم، و كان من احتاج إلى سلاح يقاتل به أخذه من صاحب المغنم، حتى فتح اللّه عليهم فردّ ذلك فى المغنم. فلمّا اجتمع ذلك كلّه أمر به رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فجزئ خمسة أجزاء، و كتب فى سهم منها «اللّه» و سائر السّهمان أغفال.
فكان أوّل ما خرج سهم النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )لم يتخيّر فى الأخماس، ثم أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )ببيع الأربعة الأخماس [1] فيمن يريد، فجعل فروة يبيعها فيمن يريد، فدعا فيها النبي ( صلّى اللّه عليه و سلم )بالبركة و قال: اللّهمّ ألق عليها النّفاق! قال فروة بن عمرو: فلقد رأيت الناس يتداركون علىّ و يتواثبون حتى نفق فى يومين، و لقد كنت أرى أنّا لا نتخلّص منه حينا لكثرته. و كان الخمس الذي صار إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )من المغنم يعطى منه على ما أراد اللّه من السلاح و الكسوة، فأعطى منه أهل بيته من الثياب و الخرز و الأثاث، و أعطى رجالا من بنى عبد المطلّب و نساء، و أعطى اليتيم و السائل. و جمعت يومئذ مصاحف فيها التوراة من المغنم، فجاءت اليهود تطلبها و تكلّم فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم،