نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 678
(1)
لأصحابه و هم حضور، أو من حضر منهم: ادنوا فتعشّوا! فدنوا فمدّوا أيديهم، و تناول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )الذراع، و تناول بشر بن البراء عظما، و أنهش رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )منها نهشا و انتهش بشر، فلمّا ازدرد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أكلته ازدرد بشر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: كفّوا أيديكم فإنّ هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة. فقال بشر بن البراء: قد و اللّه يا رسول اللّه وجدت ذلك من أكلتى التي أكلتها، فما منعني أن ألفظها إلّا كراهية أنغّص إليك طعامك، فلمّا تسوّغت ما فى يدك لم أرغب بنفسي عن نفسك، و رجوت ألّا تكون ازدردتها و فيها نعى [1].
فلم يرم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطّيلسان، و ماطله وجعه سنة لا يتحوّل إلّا ما حوّل، ثم مات منه. و يقال لم يقم من مكانه حتى مات، و عاش رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بعد ذلك ثلاث سنين. و دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بزينب فقال: سممت الذراع؟ فقالت: من أخبرك؟
قال: الذراع. قالت: نعم. قال: و ما حملك على ذلك؟ قالت: قتلت أبى و عمّى و زوجي، و نلت من قومي ما نلت، فقلت: إن كان نبيّا فستخبره الشاة ما صنعت، و إن كان ملكا استرحنا منه.
فاختلف علينا فيها، فقال قائل رواية: أمر بها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فقتلت ثم صلبت. و قال قائل رواية: عفا عنها. و كان نفر ثلاثة قد وضعوا أيديهم فى الطعام و لم يسيغوا منه شيئا. فأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أصحابه فاحتجموا أوساط رءوسهم من الشاة، و احتجم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )تحت كتفه اليسرى. و يقال: احتجم على كاهله، حجمه أبو هند بالقرن و الشّفرة.