نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 634
(1) قالوا: قدم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )المدينة من الحديبية فى ذى الحجّة تمام سنة ستّ [1]، فأقام بالمدينة بقيّة ذى الحجّة و المحرم، و خرج فى صفر سنة سبع- و يقال خرج لهلال ربيع الأوّل- إلى خيبر.
و أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أصحابه بالتهيّؤ للغزو فهم مجدّون، و تجلّب من حوله يغزون معه، و جاءه المخلّفون يريدون أن يخرجوا معه رجاء الغنيمة، فقالوا: نخرج معك! و قد كانوا تخلّفوا عنه فى غزوة الحديبية، و أرجفوا بالنبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )و بالمسلمين، فقالوا: نخرج معك إلى خيبر، إنها ريف الحجاز طعاما و ودكا [2] و أموالا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لا تخرجوا معى إلّا راغبين فى الجهاد، فأما الغنيمة فلا. و بعث مناديا فنادى: لا يخرجنّ معنا إلّا راغب فى الجهاد، فأمّا الغنيمة فلا!
فلمّا تجهّز الناس إلى خيبر شقّ ذلك على يهود المدينة الذين هم موادعون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و عرفوا أنهم إذا دخلوا خيبر أهلك اللّه خيبر كما أهلك بنى قينقاع و النّضير و قريظة. قال: فلما تجهّزنا لم يبق أحد من يهود المدينة له على أحد من المسلمين حقّ إلّا لزمه، و كان لأبى الشّحم اليهودىّ عند عبد اللّه بن أبى حدرد الأسلمىّ خمسة دراهم فى شعير أخذه لأهله، فلزمه، فقال: أجّلنى فإنى أرجو أن أقدم عليك فأقضيك حقّك إن شاء اللّه، إنّ اللّه عزّ و جلّ قد وعد نبيّه خيبر أن يغنّمه إيّاها. و كان عبد اللّه بن أبى حدرد ممّن شهد الحديبية، فقال: يا أبا الشّحم، إنا نخرج إلى ريف الحجاز فى الطعام و الأموال. فقال أبو الشّحم حسدا و بغيا: تحسب أنّ قتال خيبر مثل ما تلقونه من الأعراب؟ فيها و التوراة عشرة آلاف مقاتل!