نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 607
(1) قطّ شيء مثل ذلك اليوم، ما زلت أصوم و أتصدّق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلّمت يومئذ. فكان ابن عبّاس رضى اللّه عنه يقول: قال لى عمر فى خلافته، و ذكر القضيّة: ارتبت ارتيابا لم أرتبه منذ أسلمت إلّا يومئذ، و لو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج عنهم رغبة عن القضية لخرجت.
ثم جعل اللّه تبارك و تعالى عاقبتها خيرا و رشدا، و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أعلم.
قال أبو سعيد الخدرىّ: جلست عند عمر بن الخطّاب رضى اللّه عنه يوما، فذكر القضيّة فقال: لقد دخلني يومئذ من الشكّ، و راجعت النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )يومئذ مراجعة ما رجعته مثلها قطّ، و لقد عتقت فيما دخلني يومئذ رقابا، و صمت دهرا، و إنى لأذكر ما صنعت خاليا فيكون أكبر همّى، ثم جعل اللّه عاقبة القضيّة خيرا، فينبغي للعباد أن يتّهموا الرأى، و اللّه لقد دخلني يومئذ من الشكّ حتى قلت فى نفسي: لو كنّا مائة رجل على مثل رأيى ما دخلنا فيه أبدا! فلمّا وقعت القضيّة أسلم فى الهدنة أكثر ممّن كان أسلم من يوم دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )إلى يوم الحديبية، و ما كان فى الإسلام فتح أعظم من الحديبية. و قد كان أصحاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يكرهون الصّلح، لأنهم خرجوا لا يشكّون فى الفتح لرؤيا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أنه حلق رأسه، و أنه دخل البيت، فأخذ مفتاح الكعبة، و عرف مع المعرّفين! فلمّا رأوا الصّلح دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون. فبينا الناس على ذلك قد اصطلحوا و الكتاب لم يكتب، أقبل أبو جندل بن سهيل، قد أفلت برسف فى القيد متوشّح السيف خلاله أسفل مكّة، فخرج من أسفلها حتى أتى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و هو يكاتب سهيلا، فرفع سهيل رأسه فإذا
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 607