نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 545
(1)
فحدّثنى عبد اللّه بن أبى قتادة، عن أبيه أبى قتادة، قال: لما أدركنى النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )يومئذ و نظر إلىّ قال: اللّهمّ بارك له فى شعره و بشره! و قال: أفلح وجهك! قلت: و وجهك يا رسول اللّه! قال: قتلت مسعدة؟ قلت: نعم. قال: فما هذا الذي بوجهك؟ قلت: سهم رميت به يا رسول اللّه. قال: فادن منّى! فدنوت منه فبصق عليه، فما ضرب [1] عليه قطّ. و لا قاح. فمات أبو قتادة و هو ابن سبعين سنة، و كأنه ابن خمس عشرة سنة. قال: و أعطانى يومئذ فرس مسعدة و سلاحه، و قال: بارك اللّه لك فيه!
حدّثنى ابن أبى سبرة، عن سليمان بن سحيم، قال: قال سعد بن زيد الأشهلىّ: لمّا كان يوم السّرح أتانا الصّريخ، فأنا فى بنى عبد الأشهل، فألبس درعي و أخذت سلاحي، و أستوى على فرس لى جامّ حصان، يقال له النّجل [2]، فأنتهى إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و عليه الدرع و المغفر لا أرى إلّا عينيه، و الخيل تعدو قبل قناة، فالتفت إلىّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فقال: يا سعد امض، قد استعملتك على الخيل حتى ألحقك إن شاء اللّه.
فقرّبت فرسي ساعة ثم خلّيته فمرّ يحضر، فأمرّ بفرس حسير، فقلت: ما هذا؟ و أمرّ بمسعدة قتيل أبى قتادة، و أمرّ بمحرز قتيلا فساءني، و ألحق المقداد بن عمرو، و معاذ بن ماعص، فأحضرنا و نحن ننظر إلى رهج القوم، و أبو قتادة فى أثرهم، و أنظر إلى ابن الأكوع يسبق الخيل أمام القوم يرشقهم بالنّبل، فوقفوا وقفة و نلحق بهم فتناوشنا ساعة، و أحمل على حبيب بن عيينة