نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 517
(1) يظهر محمّد علينا لا يقتل النساء. و إنما كان يكره أن تسبى، فأحبّ أن تقتل بجرمها. و كانت فى حصن الزّبير بن باطا، فدلّت رحى فوق الحصن، و كان المسلمون ربّما جلسوا تحت الحصن يستظلّون فى فينه، فأطلعت الرّحى، فلمّا رآها القوم انفضّوا، و تدرك خلّاد بن سويد فتشدخ رأسه، فحذر المسلمون أصل الحصن. فلمّا كان اليوم الذي أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أن يقتلوا، دخلت على عائشة فجعلت تضحك ظهرا لبطن و هي تقول: سراة بنى قريظة يقتلون! إذ سمعت صوت قائل يقول:
يا نباتة. قالت: أنا و اللّه التي أدعى. قالت عائشة: و لم؟ قالت:
قتلني زوجي- و كانت جارية حلوة الكلام. فقالت عائشة: و كيف قتلك زوجك؟ قالت: كنت فى حصن الزّبير بن باطا، فأمرنى فدلّيت رحى على أصحاب محمّد فشدخت رأس رجل منهم فمات و أنا أقتل به. فأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بها فقتلت بخلّاد بن سويد. قالت عائشة:
لا أنسى طيب نفس نباتة و كثرة ضحكها، و قد عرفت أنها تقتل. فكانت عائشة تقول: قتلت بنو قريظة يومهم حتى قتلوا بالليل على شعل السّعف.
حدّثنى إبراهيم بن ثمامة، عن المسور بن رفاعة عن محمّد بن كعب القرظىّ، قال: قتلوا إلى أن غاب الشّفق، ثم ردّ عليهم التراب فى الخندق. و كان من شكّ فيه منهم أن يكون بلغ نظر إلى مؤتزره، إن كان أنبت قتل، و إن كان لم ينبت طرح فى السّبى.
فحدّثنى عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن أبى بكر بن حزم، قال: كانوا ستمائة إلّا عمرو بن السّعدى وجدت رمّته [1] و نحا.