نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 492
(1) رجع رجل واحد. فكان ممّن يردّهم عبد اللّه بن عمر، أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. قال عبد اللّه: فجعلت أصيح فى أثرهم فى كلّ ناحية: إنّ رسول اللّه أمركم أن ترجعوا، فما رجع رجل واحد منهم من القرّ و الجوع.
فكان يقول: كره رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يرى سرعتهم، و كره أن يكون لقريش عيون. قال جابر بن عبد اللّه: أمرنى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أن أردّهم، فجعلت أصيح بهم فما يرجع أحد، فانطلقت فى أثر بنى حارثة، فواللّه ما أدركتهم حتى دخلوا بيوتهم، و لقد صحت فما يخرج إلىّ أحد من جهد الجوع و القرّ، فرجعت إلى النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فألقاه فى بنى حرام منصرفا، فأخبرته فضحك صلّى اللّه عليه و سلّم.
حدّثنا موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبى و جزة، قال: لما ملّت قريش المقام، و أجدب الجناب، و ضاقوا بالخندق، و كان أبو سفيان على طمع أن يغير على بيضة المدينة، كتب كتابا [1] فيه: باسمك اللّهمّ، فإنى أحلف باللّات و العزّى، لقد سرت إليك فى جمعنا، و إنّا نريد ألّا نعود إليك أبدا حتى نستأصلك، فرأيتك [2] قد كرهت لقاءنا، و جعلت مضايق و خنادق، فليت شعري من علّمك هذا؟ فإن نرجع عنكم فلكم منّا يوم كيوم أحد، تبقر فيه النّساء. و بعث بالكتاب مع أبى أسامة الجشمىّ، فلما أتى بالكتاب دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أبىّ بن كعب، فدخل معه قبّته، فقرأ عليه كتاب أبى سفيان.
و كتب إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
من محمّد رسول اللّه إلى أبى سفيان بن حرب ... أمّا بعد، فقديما غرّك باللّه الغرور، أما ما ذكرت أنك سرت إلينا فى جمعكم، و أنك لا تريد