نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 471
(1)
عمرو و شجاعته. فأعطاه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )سيفه، و عمّمه و قال:
اللّهمّ أعنه عليه! قال: و أقبل عمرو يومئذ و هو فارس و علىّ راجل، فقال له علىّ (عليه السلام): إنك كنت تقول فى الجاهلية: لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلّا قبلتها! قال: أجل! قال علىّ: فإنّي أدعوك أن تشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه، و تسلم للّه رب العالمين. قال: يا ابن أخى، أخر هذا عنّى. قال: فأخرى، ترجع إلى بلادك، فإن يكن محمّد صادقا كنت أسعد [الناس] به، و إن غير ذلك كان الذي تريد. قال:
هذا ما لا تتحدّث به نساء قريش أبدا، و قد نذرت ما نذرت و حرّمت الدّهن. قال: فالثالثة؟ قال: البراز. قال فضحك عمرو ثم قال: إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أنّ أحدا من العرب يرومني عليها! إنى لأكره أن أقتل مثلك، و كان أبوك لى نديما، فارجع، فأنت غلام حدث، إنما أردت شيخي قريش! أبا بكر و عمر. قال فقال علىّ (عليه السلام): فإنى أدعوك إلى المبارزة فأنا أحبّ أن أقتلك.
فأسف عمرو و نزل و عقل فرسه فكان جابر يحدّث يقول: فدنا أحدهما من صاحبه و ثارت بينهما غبرة فما نراهما، فسمعنا التكبير تحتها فعرفنا أنّ عليّا قتله. فانكشف أصحابه الذين فى الخندق هاربين، و طفرت بهم خيلهم، إلّا أن نوفل ابن عبد اللّه وقع به فرسه فى الخندق، فرمى بالحجارة حتى قتل. و رجعوا هاربين، و خرج فى أثرهم الزّبير بن العوّام و عمر بن الخطّاب، فناوشوهم ساعة. و حمل ضرار بن الخطّاب على عمر بن الخطّاب بالرمح، حتى إذا وجد عمر مسّ الرمح رفعه عنه و قال: هذه نعمة مشكورة، فاحفظها يا ابن الخطّاب! إنى قد كنت حلفت لا تمكّننى يداي من رجل من قريش أبدا.
فانصرف ضرار راجعا إلى أبى سفيان و أصحابه و هم قيام عند جبل بنى عبيد.
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 471