نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 464
(1) ابن أبى بكر بن حزم قال: قالت أمّ سلمة: كنت مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى الخندق فلم أفارقه مقامه كلّه. و كان يحرس بنفسه فى الخندق، و كنا فى قرّ شديد، فإنى لأنظر إليه قام فصلّى ما شاء اللّه أن يصلّى فى قبّته، ثم خرج فنظر ساعة فأسمعه يقول: هذه خيل المشركين تطيف بالخندق، من لهم؟ ثم نادى: يا عبّاد بن بشر. فقال عبّاد: لبّيك! قال: أ معك أحد؟ قال: نعم، أنا فى نفر من أصحابى كنّا حول قبّتك.
قال: فانطلق فى أصحابك فأطف بالخندق، فهذه خيل من خيلهم تطيف بكم يطمعون أن يصيبوا منكم غرّة. اللّهمّ ادفع عنا شرّهم و انصرنا عليهم و اغلبهم، لا يغلبهم غيرك!
فخرج عبّاد بن بشر فى أصحابه، فإذا بأبى سفيان فى خيل من المشركين يطيفون بمضيق الخندق. و قد نذر بهم المسلمون، فرموهم بالحجارة و النّبل. فوقفنا معهم فرميناهم حتى أذلقناهم [1] بالرمي فانكشفوا راجعين إلى منزلهم. و رجعت إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فأجده يصلّى فأخبرته. قالت أمّ سلمة: فنام حتى سمعت غطيطة فما تحرّك حتى سمعت بلالا يؤذّن بالصبح و بياض الفجر، فخرج فصلّى بالمسلمين. فكانت تقول: يرحم اللّه عبّاد بن بشر، فإنه كان ألزم أصحاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لقبّة رسول اللّه يحرسها أبدا.
فحدّثنى أيّوب بن النّعمان، عن أبيه، قال: كان أسيد بن حضير يحرس الخندق فى أصحابه، فانتهوا إلى مكان من الخندق تطفره [2] الخيل،
[1] أذلقناهم: أى أضعفناهم. (القاموس المحيط، ج 3، ص 224).
[2] طفر: وثب فى ارتفاع، و طفر الحائط: وثبه إلى ما ورائه. (لسان العرب، ج 6، ص 173).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 464