نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 91
(1) جرّدته! و لم يجرّد قرشىّ غيره! قال ابن مسعود: و اللّه، إنه لم يكن فى قريش و لا فى حلفائها أحد أعدى للّه و لا لرسوله منه، و ما أعتذر من شيء صنعته به.
فأسكت أبو سلمة، فسمع أبو سلمة بعد ذلك يستغفر من كلامه فى أبى جهل.
و فرح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقتل أبى جهل، و قال: اللّهمّ، قد أنجزت ما وعدتني، فتمّم علىّ نعمتك!
و قال: فال ابن مسعود يقولون:
سيف أبى جهل عندنا، محلّى بفضّة، غنمه عبد اللّه بن مسعود يومئذ.
فاجتمع قول أصحابنا أنّ معاذ بن عمرو و ابني عفراء أثبتوه، و ضرب ابن مسعود عنقه فى آخر رمق، فكلّ قد شرك فى قتله.
قالوا: و وقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على مصرع ابني عفراء فقال: يرحم اللّه ابني عفراء، فإنّهما قد شركا فى قتل فرعون هذه الأمّة و رأس أئمّة الكفر! فقيل: يا رسول اللّه، و من قتله معهما؟ قال: الملائكة، و ذافّه [1] ابن مسعود، فكلّ قد شرك فى قتله.
حدّثنا محمّد قال: حدّثنا الواقدىّ قال: فحدّثنى معمر، عن الزّهرىّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللّهم، اكفني نوفل بن خويلد!
و أقبل نوفل يومئذ و هو مرعوب، قد رأى قتل أصحابه، و كان فى أوّل ما التقوا هم و المسلمون، يصيح بصوت له زجل، رافعا صوته: يا معشر قريش، إنّ هذا اليوم يوم العلاء و الرّفعة! فلمّا رأى قريشا قد انكسرت [2] جعل يصيح بالأنصار: ما حاجتكم إلى دمائنا؟ أما ترون ما تقتلون؟ أما لكم فى اللّبن ما حاجة؟ فأسره جبّار بن [3] صخر فهو يسوقه أمامه، فجعل