نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 56
(1) ابن حزم، قال: صفّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أصحابه قبل أن تنزل قريش، و طلعت قريش و رسول اللّه يصفهم، و قد أترعوا حوضا، يفرطون [1] فيه من السّحر، و يقذفون فيه الآنية. و دفع رايته إلى مصعب بن عمير، فتقدّم بها إلى موضعها الذي يريد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أن يضعها فيه. و وقف رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )ينظر إلى الصفوف، فاستقبل المغرب، و جعل الشمس خلفه، و أقبل المشركون فاستقبلوا الشمس، فنزل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بالعدوة الشاميّة و نزلوا بالعدوة اليمانيّة- عدوتا النهر و الوادي جنبتاه- فجاء رجل من أصحابه فقال: يا رسول اللّه، إن كان هذا منك عن وحى نزل إليك فامض له، و إلّا فإنى أرى أن تعلو الوادي، فإنى أرى ريحا قد هاجت من أعلى الوادي، و إنى أراها بعثت بنصرك.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: قد صففت صفوفى و وضعت رايتي، فلا أغير ذلك! ثم دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )ربّه تبارك و تعالى، فنزل عليه جبريل بهذه الآية:إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [2]، بعضهم على إثر بعض.
حدثنا محمد قال: حدّثنا الواقدىّ قال: حدّثنى معاوية بن عبد الرحمن، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزّبير قال: عدّل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )الصفوف يومئذ، فتقدّم سواد بن غزيّة أمام الصفّ، فدفع النبي ( صلّى اللّه عليه و سلم )بقدح فى بطن سواد بن غزيّة، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: استو [3] يا سواد! فقال له سواد: أوجعتنى،
____________
[1] فى الأصل و ب: «يقرظون فيه من الشجر»، و ما أثبتناه عن نسخة ت.
و فرط الرجل إذا تقدم و سبق القوم ليرتاد لهم الماء و يهيئ لهم الدلاء و الأرشية. (النهاية، ج 3، ص 194).