نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 52
(1) قال حكيم بن حزام: و كنّا فى خباء لنا على جزور نشوى من لحمها، فما هو إلّا أن سمعنا الخبر، فامتنع الطعام منّا، و لقى بعضنا بعضا، و لقيني عتبة بن ربيعة فقال: يا أبا خالد، ما أعلم أحدا يسير أعجب من مسيرنا، إنّ عيرنا قد نجت، و إنّا جئنا إلى قوم فى بلادهم بغيا عليهم. فقال عتبة لأمر حمّ: و لا رأى لمن لا يطاع، هذا شؤم ابن الحنظليّة! يا أبا خالد، أ تخاف أن يبيّتنا القوم؟ قلت: لا آمن ذلك. قال: فما الرأى يا أبا خالد؟ قال: نتحارس حتى نصبح و ترون من [1] وراءكم. قال عتبة: هذا الرأى! قال: فتحارسنا حتى أصبحنا. قال أبو جهل: ما [هذا؟] [2] هذا عن أمر عتبة، قد كره قتال محمد و أصحابه! إنّ هذا لهو العجب، أ تظنون أنّ محمّدا و أصحابه يعترضون لجمعكم؟ و اللّه لأنتحينّ ناحية بقومي، فلا يحرسنا أحد. فتنحّى ناحية، و السماء تمطر عليه، يقول عتبة: إنّ هذا لهو النّكد، و إنّهم قد أخذوا سقّاءكم. و أخذ تلك الليلة يسار غلام عبيدة ابن سعيد بن العاص، و أسلم غلام منبّه بن الحجّاج، و أبو رافع غلام أميّة ابن خلف، فأتى بهم النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و هو قائم يصلّى، فقالوا:
سقّاء قريش بعثونا نسقيهم من الماء. و كره القوم خبرهم، و رجوا أن يكونوا لأبى سفيان و أصحاب العير، فضربوهم، فلمّا أذلقوهم [3] بالضرب قالوا:
نحن لأبى سفيان، و نحن فى العير، و هذه العير بهذا القوز [4]. فيمسكون عنهم،
فسلّم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )من صلاته، ثم قال:
[1] هكذا فى الأصل. و فى ب، ت: «و ترون من رأيكم»، و فى ح: «و ترون رأيكم».