نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 41
(1) من الرّصد، فقال: يا مجدىّ، هل أحسست أحدا؟ تعلم و اللّه ما بمكّة من قرشىّ و لا قرشيّة له نشّ فصاعدا- و النّش نصف أوقيّة، وزن عشرين درهما- إلّا و قد بعث به معنا، و لئن كتمتنا شأن عدوّنا لا يصالحك رجل من قريش ما بلّ بحر صوفة. فقال مجدىّ: و اللّه، ما رأيت أحدا أنكره، و لا بينك و بين يثرب من عدوّ، و لو كان بينك و بينها عدوّ لم يخف علينا، و ما كنت لأخفيه عليك، إلّا أنّى قد رأيت راكبين أتيا إلى هذا المكان- فأشار إلى مناخ عدىّ و بسبس- فأناخا به، ثم استقيا بأسقيتهما، ثم انصرفا. فجاء أبو سفيان مناخهما، فأخذ أبعارا من بعيريهما ففتّه، فإذا فيه نوى، فقال: هذه و اللّه علائف يثرب، هذه عيون محمد و أصحابه، ما أرى القوم إلّا قريبا! فضرب وجه عيره، فساحل بها، و ترك بدرا يسارا، و انطلق سريعا. و أقبلت قريش من مكّة ينزلون كلّ منهل يطعمون الطعام من أتاهم، و ينحرون الجزر، فبينا هم كذلك فى مسيرهم إذ تخلّف عتبة و شيبة، و هما يتحدّثان [1]، قال أحدهما لصاحبه: ألم تر إلى رؤيا عاتكة بنت عبد المطّلب؟ لقد خشيت منها. قال الآخر: فاذكرها [2]! فذكرها، فأدركهما أبو جهل فقال: ما تحدثان به؟ قالا: نذكر رؤيا عاتكة.
فقال: يا عجبا من بنى عبد المطّلب! لم ترض أن تتنبّأ علينا رجالهم حتى تتنبّا علينا النساء! أما و اللّه، لئن رجعنا إلى مكّة لنفعلنّ بهم و لنفعلنّ! قال عتبة: إنّ لهم أرحاما، و قرابة قريبة. قال أحدهما لصاحبه: هل لك أن ترجع؟ قال أبو جهل: أ ترجعان بعد ما سرتما، فتخذلان قومكما، و تقطعان بهم بعد أن رأيتم ثأركم بأعينكم؟ أ تظنّان أنّ محمّدا و أصحابه