نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 406
(1) أين أهلك؟ قال: بالرّوحاء. قال: أين تريد؟ قال: إيّاك جئت لأومن بك و أشهد أن ما جئت به الحقّ، و أقاتل معك عدوّك قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: الحمد للّه الذي هداك للإسلام. قال: يا رسول اللّه، أى الأعمال أحبّ إلى اللّه؟ قال: الصلاة فى أوّل وقتها.
قال: فكان الرجل بعد ذلك يصلّى حين تزيغ الشمس، و حين يدخل وقت العصر، و حين تغرب الشمس، لا يؤخر الصلاة إلى الوقت الآخر.
قال: فلمّا نزل ببقعاء [1] أصاب عينا للمشركين فقالوا له: ما وراءك؟
أين الناس؟ قال: لا علم لى بهم.
فحدّثنى هشام بن سعد، عن يعقوب، عن زيد بن طلحة، قال:
قال عمر بن الخطّاب رضى اللّه عنه: لتصدقنّ أو لأضربنّ عنقك. قال:
فأنا رجل من بلمصطلق، تركت الحارث بن أبى ضرار قد جمع لكم الجموع، و تجلّب إليه ناس كثير، و بعثني إليكم لآتيه بخبركم و هل تحرّكتم من المدينة. فأتى عمر بذلك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فأخبره الخبر، فدعاه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )إلى الإسلام و عرضه عليه، فأبى و قال: لست بمتّبع دينكم حتى أنظر ما يصنع قومي، إن دخلوا فى دينكم كنت كأحدهم، و إن ثبتوا على دينهم فأنا رجل منهم. فقال عمر: يا رسول اللّه، أضرب عنقه! فقدّمه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فضرب عنقه، فذهب الخبر إلى بلمصطلق. فكانت جويرية بنت الحارث تقول بعد أن أسلمت:
جاءنا خبره و مقتله و مسير رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قبل أن يقدم علينا النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فسئ [2] أبى و من معه و خافوا خوفا شديدا، و تفرّق عنهم من كان قد اجتمع إليهم من أفناء العرب، فما بقي منهم أحد سواهم.
[1] بقعاء: موضع على أربعة و عشرين ميلا من المدينة. (وفاء الوفاء ج 2، ص 264).