نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 386
(1) سهيل بن عمرو و يضمنها لك. قال نعيم: رضيث. و كان سهيل صديقا لنعيم فجاء سهيلا فقال: يا أبا يزيد، تضمن لى عشرين فريضة على أن أقدم المدينة فأخذّل أصحاب محمّد؟ قال: نعم. [قال]: فإنى خارج.
فخرج على بعير حملوه عليه، و أسرع السير فقدم و قد حلق رأسه معتمرا، فوجد أصحاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يتجهّزون، فقال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: من أين يا نعيم؟ قال: خرجت معتمرا إلى مكّة.
فقالوا: لك علم بأبى سفيان؟ قال: نعم، تركت أبا سفيان قد جمع الجموع و أجلب معه العرب، فهو جاء فيما لا قبل لكم به، فأقيموا و لا تخرجوا فإنهم قد أتوكم فى داركم و قراركم، فلن يفلت منكم إلّا الشريد، و قتلت سراتكم و أصاب محمّدا فى نفسه [1] ما أصابه من الجراح. فتريدون أن تخرجوا إليهم فتلقوهم فى موضع من الأرض؟ بئس الرأى رأيتم لأنفسكم- و هو موسم يجتمع فيه الناس- و اللّه ما أرى أن يفلت منكم أحد! و جعل يطوف بهذا القول فى أصحاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )حتى رعّبهم و كرّه إليهم الخروج، حتى نطقوا بتصديق قول نعيم، أو من [2] نطق منهم. و استبشر بذلك المنافقون و اليهود و قالوا: محمّد لا يفلت [3] من هذا الجمع! و احتمل الشيطان أولياءه من الناس لخوف المسلمين، حتى بلغ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )ذلك، و تظاهرت به الأخبار عنده، حتى خاف رسول اللّه ألّا يخرج معه أحد.
فجاءه أبو بكر بن أبى قحافة رضى اللّه عنه، و عمر بن الخطّاب رضى اللّه عنه، و قد سمعا ما سمعا فقالا: يا رسول اللّه إنّ اللّه مظهر دينه و معزّ نبيّه، و قد و عدنا القوم موعدا و نحن لا نحبّ أن
[1] فى ب: «و أصاب محمدا ما أصابه فى نفسه من الجراح».