نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 372
(1) ملحمة كتبت علينا. و لزم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )الدرع و بات، و ظلّ محاصرهم،
فلمّا كان ليلة من الليالي فقد علىّ بن أبى طالب (عليه السلام) حين قرب العشاء، فقال الناس: ما نرى عليّا يا رسول اللّه. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: دعوه، فإنه فى بعض شأنكم!
فلم يلبث أن جاء برأس عزوك، فطرحه بين يدي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فقال: يا رسول اللّه، إنى كمنت لهذا الخبيث فرأيت رجلا شجاعا، فقلت: ما أجرأه أن يخرج إذا أمسينا يطلب منا غرّة. فأقبل مصلتا سيفه فى نفر من اليهود، فشددت عليه فقتلته، و أجلى أصحابه و لم يبرحوا قريبا، فإن بعثت معى نفرا رجوت أن أظفر بهم. فبعث معه أبا دجانة، و سهل بن حنيف فى عشرة من أصحابه، فأدركوهم قبل أن يدخلوا حصنهم، فقتلوهم و أتوا برءوسهم، فأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )برءوسهم فطرحت فى بعض بئار بنى خطمة.
و كان سعد بن عبادة يحمل التمر إلى المسلمين، فأقاموا فى حصنهم، و أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بالنخل فقطعت و حرقت. و استعمل على قطعها رجلين من أصحابه: أبا ليلى المازنىّ، و عبد اللّه بن سلام، فكان أبو ليلى يقطع العجوة، و كان عبد اللّه بن سلام يقطع اللون [1]، فقيل لهما فى ذلك فقال أبو ليلى: كانت العجوة أحرق لهم. و قال ابن سلام: قد عرفت أنّ اللّه سيغنّمه أموالهم، و كانت العجوة خير أموالهم، فنزل فى ذلك رضاء بما صنعنا جميعا ... ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ[2] ألوان النخل، للذي فعل ابن سلام، أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها يعنى العجوة، فَبِإِذْنِ اللَّهِ. و قطع أبو ليلى العجوة وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ يعنى بنى النّضير،
[1] اللون: نوع من النخل، و قيل هو الدقل، و قيل النخل كله ما خلا البرني و العجوة، و يسميه أهل المدينة الألوان، واحدته لينة، و أصله لونة فقلبت الواو ياء. (النهاية، ج 4، ص 70).