responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 360

(1) ما الذي يصيبك؟ أبك جنّة؟ قال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، و لكنى كنت فيمن حضر خبيبا حين قتل و سمعت دعوته، فو اللّه ما خطرت على قلبي و أنا فى مجلس إلّا غشى علىّ. قال: فزادته عند عمر خيرا.

و حدّثنى قدامة بن موسى، عن عبد العزيز بن رمّانة، عن عروة بن الزّبير، عن نوفل بن معاوية الدّيلىّ، قال: حضرت يومئذ دعوة خبيب، فما كنت أرى أن أحدا ممّن حضر ينفلت من دعوته، و لقد كنت قائما فأخلدت إلى الأرض فرقا من دعوته، و لقد مكثت قريش شهرا أو أكثر و ما لها حديث فى أنديتها إلّا دعوة خبيب.

قالوا: فلمّا صلّى الركعتين حملوه إلى الخشبة، ثم وجّهوه إلى المدينة و أوثقوه رباطا، ثم قالوا: ارجع عن الإسلام، نخلّ سبيلك! قال: لا و اللّه ما أحبّ أنى رجعت عن الإسلام و أن لى ما فى الأرض جميعا! قالوا: فتحبّ أن محمّدا فى مكانك و أنت جالس فى بيتك؟ قال: و اللّه ما أحبّ أن يشاك محمّد بشوكة و أنا جالس فى بيتي. فجعلوا يقولون: ارجع يا خبيب! قال: لا أرجع أبدا! قالوا: أما و اللّات و العزّى، لئن لم تفعل لنقتلنّك! فقال: إنّ قتلى فى اللّه لقليل! فلمّا أبى عليهم، و قد جعلوا وجهه من حيث جاء، قال: أمّا صرفكم وجهى عن القبلة، فإنّ اللّه يقول: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ... [1]. ثم قال: اللّهمّ إنى لا أرى إلّا وجه عدو، اللّهمّ إنه ليس هاهنا أحد يبلّغ رسولك السلام عنّى، فبلّغه أنت عنّى السلام!

فحدّثنى أسامة بن زيد، عن أبيه، أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )كان جالسا مع أصحابه، فأخذته غمية [2] كما كان يأخذه إذا أنزل عليه‌

____________

[1] سورة 2 البقرة 115.

[2] الغمية: الغشية. (القاموس المحيط، ج 4، ص 371).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست