نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 336
(1) الآخر عقبة، حتى أتوا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )عند العشاء و هم يوقدون النيران،
فأتى بهما إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم- و على حرسه تلك الليلة عبّاد بن بشر- فقال: ما حبسكما؟ فأخبراه بعلّتهما، فدعا لهما بخير و قال: إن طالت لكم مدّة كانت لكم مراكب من خيل و بغال و إبل، و ليس ذلك بخير لكم!
حدّثنى عبد العزيز بن محمّد، عن يعقوب بن عمر بن قتادة، قال:
هذان أنس و مؤنس و هذه قصّتهما.
و قال جابر بن عبد اللّه: يا رسول اللّه، إنّ مناديا نادى ألّا يخرج معنا إلّا من حضر القتال بالأمس. و قد كنت حريصا على الحضور [1]، و لكن أبى خلّفنى على أخوات لى و قال: يا بنىّ، لا ينبغي لى و لك أن ندعهنّ و لا رجل عندهنّ، و أخاف عليهن و هنّ نسيّات ضعاف، و أنا خارج مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، لعلّ اللّه يرزقني الشهادة. فتخلّفت عليهنّ فاستأثره اللّه علىّ بالشهادة و كنت رجوتها، فأذن لى يا رسول اللّه أن أسير معك. فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال جابر: فلم يخرج معه أحد لم يشهد القتال بالأمس غيرى، و استأذنه رجال لم يحضروا القتال فأبى ذلك عليهم، و دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بلوائه، و هو معقود لم يحلّ من الأمس، فدفعه إلى علىّ (عليه السلام)، و يقال دفعه إلى أبى بكر.
و خرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و هو مجروح، فى وجهه أثر الحلقتين، و مشجوج فى جبهته فى أصول الشّعر، و رباعيته قد شظيت، و شفته قد كلمت من باطنها، و هو متوهّن منكبه الأيمن بضربة ابن قميئة،