نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 332
(1) المشركين عبد اللّه بن أبى أميّة بن المغيرة، كره أن يقدم مكّة و قدم الطائف فأخبر: إنّ أصحاب محمّد قد ظفروا و انهزمنا، كنت أوّل من قدم عليكم! و ذلك حين انهزم المشركون الانهزامة الأولى، ثم تراجع المشركون بعد فنالوا ما نالوا. و كان أوّل من أخبر قريشا بقتل أصحاب محمّد و ظفر قريش وحشىّ.
و حدّثنى موسى بن شيبة، عن قطن بن وهب اللّيثىّ، قال: لمّا قدم وحشىّ على أهل مكّة بمصاب أصحاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )سار على راحلته أربعا، فانتهى إلى الثّنيّة التي تطلع على الحجون [1]، فنادى بأعلى صوته: يا معشر قريش! مرارا، حتى ثاب الناس إليه و هم خائفون أن يأتيهم بما يكرهون. فلمّا رضى منهم قال: أبشروا، قد قتلنا أصحاب محمّد مقتلة لم يقتل مثلها فى زحف قطّ، و جرحنا محمّدا فأثبتناه بالجراح، و قتلت رأس الكتيبة حمزة. و تفرّق الناس فى كلّ وجه بالشماتة بقتل أصحاب محمّد و إظهار السرور، و خلا جبير بن مطعم بوحشىّ فقال: انظر ما تقول! قال وحشىّ: قد و اللّه صدقت. قال: أقتلت حمزة؟ قال: قد و اللّه زرقته بالمزراق فى بطنه حتى خرج من بين رجليه، ثم نودى فلم يجب، فأخذت كبده و حملتها إليك لتراها. قال: أذهبت حزن نسائنا [2]، و برّدت حرّ قلوبنا [3]! فأمر يومئذ نساءه بمراجعة الطّيب و الدّهن.
و كان معاوية بن المغيرة بن أبى العاص قد انهزم يومئذ، فمضى على
[1] قال البكري: الحجون موضع بمكة عند المحصب، و هو الجبل المشرف بحذاء المسجد الذي يلي شعب الجزارين إلى ما بين الحوضين اللذين فى حائط عوف. (معجم ما استعجم، ص 268).