نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 284
(1) و حدّثنى صالح بن خوّات، عن يزيد بن رومان، قال: قال خوّات بن جبير: لمّا كرّ المشركون انتهوا إلى الجبل، و قد عرى من القوم، و بقي عبد اللّه بن جبير فى عشرة نفر، فهم على رأس عينين. فلمّا طلع خالد ابن الوليد و عكرمة فى الخيل [1]، قال لأصحابه: انبسطوا نشرا [2] لئلا يجوز القوم! فصفّوا وجه العدوّ، و استقبلوا الشمس، فقاتلوا ساعة حتى قتل أميرهم عبد اللّه بن جبير، و قد جرح عامّتهم. فلمّا وقع جرّدوه و مثلوا به أقبح المثل، و كانت الرماح قد شرعت فى بطنه حتى خرقت ما بين سرّته إلى خاصرته إلى عانته [3]، فكانت حشوته قد خرجت منها. فلمّا جال المسلمون تلك الجولة مررت به على تلك الحال، فلقد ضحكت فى موضع ما ضحك فيه أحد قطّ، و نعست فى موضع ما نعس فيه أحد، و بخلت فى موضع ما بخل فيه أحد. فقيل: ما هي؟ قال: حملته فأخذت بضبعيه [4]، و أخذ أبو حنّة برجليه، و قد شددت [5] جرحه بعمامتي، فبينا نحن نحمله و المشركين ناحية إلى أن سقطت عمامتي من جرحه فخرجت حشوته، ففزع صاحبي و جعل يلتفت وراءه يظنّ أنه العدوّ، فضحكت.
و لقد شرع لى رجل برمح يستقبل به ثغرة نحرى، فغلبني النوم و زال الرمح.
و لقد رأيتنى حين انتهيت إلى الحفر له، و معى قوسي، و غلظ علينا الجبل فهبطنا به الوادي، فحفرت بسية القوس و فيها الوتر، فقلت: لا أفسد
[1] فى الأصل: «فى الجبل»، و التصحيح عن سائر النسخ.