نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 283
(1) ما أقمنا لهم حتى هزمنا و انكشفنا مولّين، فقلت فى نفسي: هذه أشدّ من وقعة بدر! و جعلت أقول لخالد بن الوليد: كرّ على القوم! فجعل يقول:
و ترى وجها نكرّ فيه؟ حتى نظرت إلى الجبل الذي كان عليه الرّماة خاليا، فقلت: أبا سليمان، انظر وراءك! فعطف عنان فرسه، فكرّ و كررنا معه، فانتهينا إلى الجبل فلم نجد عليه أحدا له بال، وجدنا نفيرا فأصبناهم، ثم دخلنا العسكر، و القوم غارّون ينتهبون العسكر، فأقحمنا الخيل عليهم فتطايروا فى كلّ وجه، و وضعنا السيوف فيهم حيث شئنا. و جعلت أطلب الأكابر من الأوس و الخزرج قتلة الأحبّة فلا أرى أحدا، قد هربوا، فما كان حلب ناقة حتى تداعيت الأنصار بينها، فأقبلت فخالطونا و نحن فرسان، فصبروا لنا [1]، و بذلوا أنفسهم حتى عقروا فرسي و ترجّلت، فقتلت منهم عشرة. و لقيت من رجل منهم الموت الناقع حتى وجدت ريح الدم، و هو معانقي، ما يفارقني حتى أخذته الرماح من كلّ ناحية و وقع، فالحمد للّه الذي أكرمهم بيدي و لم يهنّى بأيديهم.
و قالوا: إن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قال يوم أحد: من له علم بذكوان بن عبد قيس؟ قال علىّ (عليه السلام): أنا رأيت يا رسول اللّه فارسا يركض فى أثره حتى لحقه و هو يقول: لا نجوت إن نجوت! فحمل عليه بفرسه، و ذكوان رجل، فضربه و هو يقول: خذها و أنا ابن علاج! فأهويت إليه و هو فارس، فضربت رجله بالسيف حتى قطعتها عن نصف الفخذ، ثم طرحته من فرسه فذففت عليه، و إذا هو أبو الحكم بن الأخنس بن شريق ابن علاج بن عمرو بن وهب الثّقفىّ.